للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

آخرها؛ إذ النسخ يحتاج إلى معرفة التاريخ، ولم يُعرف هنا، فتبصّر، والله تعالى أعلم.

وقوله: (أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ") هكذا في رواية المصنّف مكرّراً ثلاث مرّات، والخطاب للصحابة، ومن كان على صفتهم من الإيمان، وحكى ابن التين أن ذلك مخصوص بالصحابة؛ لأنهم كانوا ينطقون بالحكمة، بخلاف من بعدهم، قال: والصواب أن ذلك يختصّ بالثقات والمتقين. انتهى.

قال الجامع عفا الثه تعالى عنه: الحقّ كونه عامًّا للصحابة، وغيرهم من المؤمنين؛ للنصوص الكثيرة الواضحة في ذلك:

(فمنها): ما أخرجه البخاريّ في "صحيحه" عن أبي الأسود الديليّ، قال: قَدِمت المدينة، وقد وقع بها مرضٌ، فجلست إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فمرَّت بهم جنازة، فأُثني على صاحبها خيراً، فقال عمر - رضي الله عنه -: وجبت، ثم مُرّ بأخرى، فأُثني على صاحبها خيراً، فقال عمر - رضي الله عنه -: وجبت، ثم مُرّ بالثالثة، فأُثني على صاحبها شرًّا، فقال: وجبت، فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت: كما قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أيما مسلم شَهِدَ له أربعة بخير، أدخله الله الجنة فقلنا: وثلاثة؟ قال: "وثلاثة فقلنا: واثنان؟ قال: "واثنان"، ثم لم نسأله عن الواحد.

فهذا أصرح في كون الحكم عامًّا للمسلمين كلّهم.

(ومنها): ما في "صحيح البخاري" في "كتاب الشهادات" في حديث الباب بلفظ: "المؤمنون شهداء الله في الأرض".

(ومنها): ما أخرجه النسائيّ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في حديث الباب بنحو هذه القصّة بلفظ: "الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض".

(ومنها): ما أخرجه أبو داود، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في حديث الباب أيضاً في نحو هذه القصّة: "إن بعضكم على بعض لشهيد".

فهذه النصوص كلها واضحة في كون الحكم للمسلمين جميعاً، فتبصّر، والله تعالى أعلم.