للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"على"، وذكّر الجنازة باعتبار الميت، قاله في "الفتح" (بِجَنَازَةٍ) متعلّق بـ "مُرّ" (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ") قال ابن الأثير - رحمه الله -: يقال: أراح الرجلُ، واستراح: إذا رجعت إليه نفسه بعد الإعياء. انتهى.

والواو فيه بمعنى "أو"، والتقدير: هذا الميت، أو كلّ ميت إمّا مستريح، أو مستراح منه، أو بمعناها، على أن هذا الكلام بيان لمقدّر، يقتضيه الكلام، كأنه قال: هذا الميت، أو كلّ ميت أحد رجلين، فقال: مستريح، ومستراح منه.

وقال السيوطيّ: الواو فيه بمعنى "أو"، وهي للتقسيم، وقال أبو البقاء في إعرابه: التقدير: الناس، أو الموتى مستريح، أو مستراح منه.

قال السندي: ولا يخفى ما فيه من عدم المطابقة بين المبتدأ والخبر، فليُتأمّل. انتهى.

(قَالُوا)؛ أي: الصحابة - رضي الله عنهم -، قال الحافظ - رحمه الله -: لم أقف على اسم السائل منهم، إلا أن في رواية إبراهيم الحربيّ، عند أبي نُعيم: "قلنا"، فيدخل فيهم أبو قتادة، فيَحْتَمِل أن يكون هو السائل. انتهى.

(مَا الْمُسْتَرِيحُ؟، وَمَا الْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟، فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ) قال ابن التين - رحمه الله -: يَحْتَمِل أن يريد بـ "المؤمن" التقيّ خاصّة، وَيحْتَمِل كلّ مؤمن. انتهى. (يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا) بفتح النون، والصاد المهملة: التعَب وزناً ومعنى، زاد في رواية يحيى الآتية: "يستريح من أذى الدنيا، ونصبها إلى رحمة الله".

(وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ) قال ابن التين - رحمه الله -: يَحْتَمِل أن يريد بـ "الفاجر" الكافر، ويَحْتَمِل أن يدخل فيه العاصي. انتهى.

قال الجامع عفا الله عنه: وقع في رواية ابن حبّان بلفظ "الكافر" بدل الفاجر، ولفظه: "والكافر يموت، فيستريح منه العباد، والبلاد، والشجر، والدوابّ".

(يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ، وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ") قال الداوديّ - رحمه الله -: أما استراحة العباد، فلما يأتي به من المنكرات، فإن أنكروا عليه آذاهم، وإن تركوه