للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي رَافِعٍ) هو الصائغ التابعي الكبير، ووَهِمَ بعض الشراح، فقال: إنه أبو رافع الصحابيّ، وقال: هو من رواية صحابيّ، عن صحابيّ، وليس كما قال؛ فإن ثابتًا البنانيّ لم يدرك أبا رافع الصحابي -رضي الله عنه-، قاله في "الفتح" (١).

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه- (أنَّ امْرَأةً سَوْدَاءَ) وفي رواية البخاريّ: "أن رجلًا أسود، أو امرأة سوداء"، قال في "الفتح": الشك فيه من ثابت؛ لأنه رواه عنه جماعة هكذا، أو من أبي رافع، وجاء من وجه آخر عن حماد بهذا الإسناد، قال: "ولا أراه إلا امرأة"، ورواه ابن خزيمة من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فقال: "امرأة سوداء"، ولم يشكّ، ورواه البيهقيّ بإسناد حسن من حديث ابن بُرَيدة، عن أبيه، فسماها أمّ مِحْجَن، وأفاد أن الذي أجاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن سؤاله عنها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وذكر ابن منده في "الصحابة" خرقاء امرأة سوداء، كانت تَقُمّ المسجد، ووقع ذكرها في حديث حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، وذكرها ابن حبان في "الصحابة" بذلك بدون ذكر السند، فإن كان محفوظًا، فهذا اسمها، وكنيتها أم مِحْجَن. انتهى (٢).

(كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ) بقاف مضمومة؛ أي: يجمع الْقُمامة، وهو من قَمّ الشيءَ يَقُمّه قَمًّا من باب نصر: إذا كَنَسَهُ، والقُمامة بضم القاف: الْكُناسة، قاله ابن سِيدَهْ، وقال اللحيانيّ: قُمامة البيت ما كُنِس منه، فألقي بعضه على بعض، وهي لغة حجازيّةٌ، والْمِقَمّة بكسر الميم: الْمِكْنَسة (٣).

وقوله: (أَوْ شَابًّا) "أو" للشكّ من الراوي، وتقدّم آنفًا أنه من ثابت، أو من أبي رافع (فَفَقَدَهَا) يقال: فقدته فَقْدًا، من باب ضرب، وفِقْدانًا: إذا عَدِمته، فهو مفقود، وفَقِيدٌ، وافتقدته مثله، وتفقّدته: طَلَبْتُهُ عند غيبته (٤). (رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَسَأَل عَنْهَا)؛ أي: عن حال تلك المرأة السوداء، ومفعول "سأل " محذوف؛


(١) "الفتح" ٢/ ٢٠٦.
(٢) "الفتح" ٢/ ٢٠٦.
(٣) راجع: "عمدة القاري" ٤/ ٢٣٠.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٤٧٨.