أي: الناسَ (أَوْ عَنْهُ)؛ أي: عن حال الشابّ، فـ"أو" للشكّ من الراوي، كما مرّ آنفًا (فَقَالُوا)؛ أي: الصحابة الحاضرون لديه -صلى الله عليه وسلم- (مَاتَ، قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("أفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُورنِي؟ ") بالمدّ: أي: أعلمتموني بموته حتى أصلي عليه.
(قَالَ) الراوي (فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا)؛ أي: المرأة (أَوْ أَمْرَهُ)؛ أي: الشابّ، وفي رواية للبخاريّ:"فحَقَروا شأنه"، وفي رواية ابن خزيمة من طريق العلاء بن عبد الرحمن:"قالوا: مات من الليل، فكرهنا أن نوقظك"(فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم - ("دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ") زاد عند البخاريّ: "أو قال: قبرها"(فَدَلُّوهُ)؛ أي: على قبره، أو قبرها (فَصَلَّى عَلَيْهَا) وللبخاريّ: "فأتى قبرها، فصلّى عليها"(ثُمَّ قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("إِن هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَة عَلَى أَهْلِهَا، وَإِن اللهَ عز وجل يُنَوِّرُهَا)؛ أي: يُضيؤها (لَهُمْ بِصَلَاِتِي عَلَيْهِمْ")؛ أي: بسبب صلاتي عليهم، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢٢/ ٢٢١٥](٩٥٦)، و (البخاريّ) في "الصلاة"(٤٥٨ و ٤٦٠) و"الجنائز"(١٣٣٧)، و (أبو داود) في "الجنائز"(٣٢٠٣)، و (ابن ماجه) في "الجنائز"(١٥٢٧)، و (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده "(٢٤٤٦)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٣٥٣ و ٣٨٨ و ٤٠٦)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(١٢٩٩)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٣٠٨٦)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٣/ ٣٧ - ٣٨)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٤/ ٤٧)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في الكلام على قوله: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة … إلخ".
(اعلم): أن هذه الكلام هكذا ثبتٌ في رواية المصنّف متّصلًا بالحديث، وليس عند البخاريّ، قال في "الفتح": وإنما لم يُخرج البخاريّ هذه الزيادة؛ لأنها مدرجة في هذا الإسناد، وهي من مراسيل ثابت، بَين ذلك غير واحد من أصحاب حماد بن زيد، وقد أوضحت ذلك بدلائله في "كتاب بيان المدرج".