للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مجيء (قَهْرَمَانٌ لَهُ) -بفتح القاف، وإسكان الهاء، وفتح الراء-: هو الخازن القائم بحوائج الإنسان، وهو بمعنى الوكيل، وهو بلسان الْفُرْس (١). (فَدَخَلَ) أي: القهرمان (فَقَالَ) عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- لقهرمانه (أَعْطَيْتَ الرَّقِيقَ) أي: العبيد، فهو هنا بمعنى الجمع، قال الفيّوميّ رحمه الله: ويُطلق الرقيق على الذكر والأنثى، وجمعه أَرِقّاءُ، مثلُ شَحِيحٍ وأَشِحّاء، وقد يُطلق على الجمع أيضًا، فيقال: عَبِيدٌ رَقِيقٌ، ومنه: "وليس في الرقيق صدقةٌ" أي: في عَبِيد الخدمة. انتهى (٢). (قُوتَيمْ؟) بالضمّ: ما يُؤكل ليُمسك الرَّمَقَ، قاله ابن فارس، والأزهريّ، والجمع: أقوات، ويقال: قاته يقوته قَوْتًا، من باب قال: أعطاه قُوتًا (٣). (قَالَ) القهرمان (لَا) أي: لم أُعطهم قوتهم (قَالَ) عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- (فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ) وقوله: (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) جملة تعليليّة لأمره بإعطائهم قوتهم ("كَفَى بِالْمَرْءِ) الباء زائدة في المفعول؛ أي: كفى المرء (إِثْمًا) منصوب على التمييز، وقوله: (أَنْ يَحْبِسَ) في تأويل المصدر فاعل "كَفَي"، ومعنى "يحبس": يمنع (عَمَّنْ يَمْلِكُ) "من" موصولة، والعائد محذوف؛ لكونه فضلةً؛ أي: عن الشخص الذي يملكه (قُوتَهُ") منصوب على المفعوليّة و"يَحْبِس".

والمعنى أنه أَبُو لم يكن للشخص ذنب غير منعه مملوكه قوته، لكفاه ذلك إثمًا يوجب له دخول النار، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٢/ ٢٣١٢] (٩٩٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٤٢٤١)، و (أبو نعيم) في "الحلية" (٤/ ١٢٢ و ٥/ ٢٣ و ٨٧)، و (البيهقيّ) في "الصغرى" (٦/ ٥٧٠)، والله تعالى أعلم.


(١) "شرح النوويّ " ٧/ ٨٢.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٣٥.
(٣) "المصباح" ٢/ ٥١٨.