الصُّوريّ: هي بالفتح، واتفقا على أن من رفع الراء، وألزمها حكم الإعراب فقد أخطأ، قال: وبالرفع قرأناه على شيوخنا بالأندلس، وهذا الموضع يُعْرَف بقصر بني جَدِيلة قبليّ المسجد، وذكر مسلم رواية حماد بن سلمة هذا الحرف "بَرِيحَاء" بفتح الباء وكسر الراء، وكذا سمعناه من أبي بحر، عن العذريّ، والسمرقنديّ، وكان عند ابن سعيد، عن البحريّ، من رواية حماد "بِيرَحاء" بكسر الباء وفتح الراء، وضبطه الْحُمَيديّ من رواية حماد "بَيْرَحَاء" بفتح الباء والراء، ووقع في كتاب أبي داود:"جَعَلتُ أرضي بَارِيحَا لله"، وأكثر رواياتهم في هذا الحرف بالقصر، ورويناه عن بعض شيوخنا بالوجهين، وبالمد، وجدته بخط الأصيليّ، وهو حائط يُسَمَّى بهذا الاسم، وليس اسم بئر، والحديث يدل عليه. انتهى آخر كلام القاضي رحمه الله.
وقال في "الفتح": اختَلَفُوا في ضبطه على أوجه، جمعها ابن الأثير في "النهاية"، فقال: يُرْوَى بفتح الباء الموحدة وبكسرها، وبفتح الراء وضمها، وبالمد والقصر، فهذه ثمان لغات، وفي رواية حماد بن سلمة "بَرِيحا" بفتح أوله وكسر الراء، وتقديمها على الياء آخر الحروف، وفي "سنن أبي داود": "باريحا" مثله، لكن بزيادة ألف.
وقال الباجيّ: أفصحها بفتح الباء وسكون الياء، وفتح الراء مقصورًا، وكذا جزم به الصغانيّ، وقال إنه فَيْعَلَى من البراح، قال: ومن ذكره بكسر الباء الموحدة، وظن أنها بئر من آبار المدينة، فقد صَحَّف. انتهى (١).
وقال القرطبيّ رحمه الله: رُويت هذه اللفظة بكسر الباء الموحّدة، وبفتح الراء وضمّها، وبمدّها وقصرها، فالنصب على أنه خبر "كان"، وحينئذ يُرفع "أحبُّ " على أنه اسمها، ورفعُ "بيرحى" على أنه اسم "كان"، وحينئذ يُنصب "أحبَّ" على أنه خبرها، فأما مدّ "حاء" وقصرها فلغتان، وهو حائط نخلٍ سُمّي بهذا الاسم، بموضع يُعرف بقصر بني جديلة، وليس ببئر، ولذلك قال الباجيّ: قرأت هذه اللفظة على أبي ذرّ الهرويّ بنصب الراء على كلّ حال، وعليه أدركت أهل العلم والحفظ بالمشرق، وقال لي الصوري: بيرحاء بنصب الراء،