للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في الآخرة، ومعناه ذو ربح كلابِني، وتامِرٍ؛ أي: ذو لبن وذو تمر، كما قال النابغة:

كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةُ نَاصِبٍ … وَلَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِيءِ الْكَواكِبِ (١)

وقال ابن قرقول؛ وروي بالياءً المثناة من تحتُ من الرواح؛ يعني: يروح عليه أجره.

وقال ابن بطال: والمعنى أن مسافته قريبة، وذلك أنفس الأموال، وقيل: معناه يروح بالأجر ويغدو به، واكتفى بالرواح عن الغدوّ؛ لعلم السامع، ويقال: معناه أنه مال رائح؛ يعني: من شأنه الرواح؛ أي: الذهاب والفوات، فإذا ذهب في الخير فهو أولى.

وقال القاضي: وهي رواية يحيى بن يحيى وجماعة، ورواية أبي مصعب وغيره بالباء الموحدة.

وقال ابن قرقول: بل الذي رويناه ليحيى بالباء المفردة، وهو ما في مسلم.

وفي "التلويح": يحيى الذي أشار إليه ابن قرقول يحيى الليثيّ المغربيّ، ويحيى الذي في البخاريّ هو النيسابوريّ.

وقال أبو العباس الواني في كتابه "أطراف الموطأ": في رواية يحيى الأندلسيّ بالباء الموحدة، قال: وتابعه روح بن عبادة وغيره، وقال يحيى بن يحيى النيسابوريّ، وإسماعيل، وابن وهب، وغيرهم: "رائح" بالهمزة، من الروح، وشكّ القعنبيّ فيه، وقال الإسماعيليّ: من قال: "رابح" بالباء فقد صَحَّف. انتهى (٢).

(قَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا) قال في "العمدة": بَوَّب عليه البخاريّ في "الوكالة": "بابٌ إذا قال الرجل لوكيله: ضعه حيث أراك الله، وقال الوكيل: قد سمعت"، وقال المهلَّب: دل على قبوله -صلى الله عليه وسلم- ما جَعَل إليه أبو طلحة، ثم رَدَّ الوضع فيها إلى أبي طلحة بعد مشورته عليه فيمن يضعها. انتهى.

(وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأقرَبِينَ"، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ) -رضي الله عنه- (فِي أقَارِبِهِ)


(١) راجع: "المفهم" ٣/ ٤٢.
(٢) "عمدة القاري" ٩/ ٤٣.