أخرجه (المصنف) هنا [١٨/ ٢٣٣٧](١٠١١)، و (البخاريّ) في "الزكاة"(١٤١١ و ١٤٢٤)، و (النسائيّ) في "الزكاة"(٢٥٥٥)، وفي "الكبرى"(٢٣٣٦)، و (أبو داود الطيالسي) في "مسنده"(١/ ١٧٤)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ٣٠٦)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٣/ ٨٨)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): الحثّ على الصدقة، والمبادرة بأدائها إلى مستحقّها قبل أن لا يوجد من يقبلها، قال النوويّ -رحمه الله-: وفي هذا الحديث، والأحاديث بعده مما ورد في كثرة المال في آخر الزمان، وأن الإنسان لا يجد من يقبل صدقته الحثُّ على المبادرة بالصدقة، واغتنام إمكانها قبل تعذُّرها، وقد صَرَّح بهذا المعنى بقوله -صلى الله عليه وسلم- في أول الحديث:"تصدقوا، فيوشك الرجل … " إلى آخره، وسبب عدم قبولهم الصدقة في آخر الزمان كثرة الأموال، وظهور كنوز الأرض، ووضع البركات فيها، كما ثبت في "الصحيح" بعد هلاك يأجوج ومأجوج، وقلة آمالهم، وقرب الساعة، وعدم ادّخارهم المال، وكثرة الصدقات، والله أعلم. انتهى (١).
٢ - (ومنها): استحباب المبادرة إلى الخير قبل فوات وقته.
٣ - (ومنها): أن فيه عَلَمًا من أعلام النبوّة، حيث أخبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بما سيقع في آخر الزمان.
٤ - (ومنها): أن فيه دلالةً على أن فتح الدنيا لا خير فيه؛ لأنه لو كان فيه خير لكان زمان النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وزمان أصحابه، والتابعين تُفتح فيه الدنيا أكثر من آخر الزمان، فدلّ على أنه من جملة الفِتَن التي تقع عند قرب الساعة، نسأل الله تعالى أن يجنّبنا الفتن، ما ظهر منها، وما بطن، إنه سميع قريبٌ مجيب الدعوات، وغافر السيّئات آمين، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.