للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأحوج ما يكون النتاج إلى التربية إذا كان فطيمًا، فإذا أحسن القيام، والعناية به انتهى إلى حدّ الكمال، وكذلك عمل ابن آدم، لا سيّما الصدقة التي يُجاذبها الشحّ، ويتشبّث بها الهوى، ويقتفيها الرياء، ويكذرها الطبع، فلا تكاد تخلص إلى الله تعالى إلا موسومة بنقائص، لا يجبرها إلا نظر الرحمن، فإذا تصدّق العبد من كسب طيّب، مستعدًّا للقبول، فُتِحَ دونها بابُ الرحمة، فلا يزال نظر الله يُكسبها نعت الكمال، ويوفيها حصّة الثواب حتى ينتهي بالتضعيف إلى نصاب تقع المناسبةُ بينه وبين ما قَدّم من العمل وقوعَ المناسبة بين التمرة والجبل، كذا قال التوربشتيّ (١).

(أَوْ فَصِيلَهُ") "أو" هنا للشكّ من الراوي، و"الفصيل"-بالفتح-: ولد الناقة، سُمّي به؛ لأنه يُفصَل عن أمّه، فهو فعيل بمعنى مفعول، والجمع فُصلان، بضمّ الفاء، وكسرها، وقد يُجمع على فِصال، بالكسر، قاله في "المصباح".

ووقع في الرواية التالية: "فَلُوّه، أو قَلُوصه"، وهي التاقة الفتيّة، وللترمذيّ: "فلوّه، أو مُهْره ولعبد الرزاق: "مُهره، أو فَصيله وفي رواية البزّار:، مهره، أو رَضيعه، أو فَصيله"، ولابن خزيمة: "فلوّه، أو قال: فصيله"، وهذا يشعر بأن "أو" للشكّ، أفاده في "الفتح" (٢)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنف) هنا [١٩/ ٢٣٤٢ و ٢٣٤٣ و ٢٣٤٤ و ٢٣٤٥] (١٠١٤)، و (البخاريّ) في "الزكاة" (١٤١٠)، و (الترمذيّ) في "الزكاة" (٦٦١ و ٦٦٢)، و (النسائيّ) في "الزكاة" (٢٥٢٥)، وفي "الكبرى" (٢٣٠٤)، و (ابن ماجه) في "الزكاة" (١٨٤٢)، و"مالك" في "الموطّأ" (٢/ ٩٩٥) و (الشافعيّ) في "مسنده"


(١) "المرعاة" ٦/ ٣٢١.
(٢) "الفتح" ٤/ ٢٧.