للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

موصول بالسند الماضي (قَالَ الْأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنى عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ مِثْلَهُ) غرض المصنّف -رحمه الله- بيان أن شيخه عليّ بن حجر قال في روايته عن عيسى بن يونس قال: قال الأعمش: وحدّثني عمرو بن مرّة، وقد صرّح بالتحديث، عن خيثمة بن عبد الرحمن، مثل الحديث الماضي.

وحاصل المعنى: أن الأعمش -رحمه الله- روى هذا الحديث عن خيثمة بن عبد الرحمن بلا واسطة، ورواه أيضًا عنه بواسطة عمرو بن مرّة، وكلا الطريقين صحيح.

قال الإمام ابن حبّان في "صحيحه": سمع هذا الخبرَ الأعمشُ عن خيثمة، وسمعه عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، رَوَى هذا الخبر أبو معاوية، وهو من أعلم الناس بحديث الأعمش بعد الثوريّ، وكذلك وكيع في وصله عن الأعمش، عن خيثمة، وروى قطبة بن عبد العزيز، وجرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، فالطريقان جميعًا صحيحان. انتهى (١).

وقوله: (وَزَادَ فِيهِ) أي في الحديث؛ يعني: أن الأعمش زاد في روايته عن عمرو بن مرّة قوله: (وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيبَةٍ) أي التي فيها تطييب قلب إنسان إذا كانت مباحةً، أو طاعةً، وفيه أن الكلمة الطيّبة سبب للنجاة من النار، قاله النوويّ -رحمه الله- (٢).

وقال المناويّ-رحمه الله-: قوله: "فبكلمة طيّبة": أي: فاتقوا النار بكلمة طيبة، تُطَيِّب قلب السائل، مما يُتَلَطَّف به في القول والفعل، فإن ذلك سبب للنجاة من النار، وقيل: الكلمة الطيبة ما يدلّ على هُدًى، أو يَرُدّ عن رَدى، أو يصلح بين اثنين، أو يفصل بين متنازعين، أو يَحُلّ مشكلًا، أو يكشف غامضًا، أو يدفع تأثيرًا، أو يُسَكِّن غضبًا.

قال: واستدلّ الشافعية بهذا الخبر على أنه لو قال: لزيد عندي شيءٌ، وفسّره بما لا يُتَمَوَّل، كحبة بُرّ، وشِقّ تمرة قُبِلَ. انتهى (٣).


(١) "صحيح ابن حبان" ١٦/ ٣٧٣.
(٢) "شرح النوويّ" ٧/ ١٠١.
(٣) "فيض القدير" ١/ ١٣٨.