للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العبدُ، كسَمِعَ، وضَرَبَ، وقَتَل (١) أَبْقًا، ويُحَرَّكُ، وإِبَاقًا، ككتاب: ذهب بلا خوفٍ ولا كذ عَمَل، أو استخفى ثم ذهب، فهو آبقٌ وأَبُوقٌ، وجمعه ككُفّار ورُكَّع، قاله في "القاموس" (٢)، وفي "المصباح": أَبِقَ العبدُ أَبْقًا، من بابي تَعِبَ وَقَتَلَ في لغة، والأكثر من باب ضَرَب: إذا هَرَبَ من سيّده من غير خوفٍ ولا كدّ عَمَلٍ، هكذا قيّده في "كتاب العين"، وقال الأزهريّ: الأَبْقُ: هُرُوبُ العبد من سيّده، والإِبَاقُ بالكسر اسمٌ منه، فهو آبقٌ، والجمعُ أُبّاقٌ، مثلُ كافر وكُفّار. انتهى (٣).

وقال النوويّ في "شرحه": "وأبِقَ" بفتح الباء، وكسرها لغتان مشهورتان، والفتح أفصح، وبه جاء القرآن: {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠)} [الصافات: ١٤٠]. انتهى (٤).

(مِنْ مَوَالِيهِ) متعلّق بـ "أبق"، وهو جمع مولى بمعنى السيّد، وقد سبق أنه يُطلق على أحد وعشرين معنى، جمعتها في أبيات تقدّم ذكرها، فراجعها تستفد، وبالله تعالى التوفيق. (فَقَدْ كَفَرَ) تقدّم في الباب الماضي أقوال أهل العلم في المعنى المراد بالكفر هنا، وأن الأصحّ أنه كفر دون كفر، وليس كفرًا مخرجًا من الإسلام إلا لمن استحلّه (حَتَّى يَرْجِعَ) بفتح أوله وكسر ثالثه، من باب ضرب (إِلَيْهِمْ") فيه أن رجوعه إليهم يُعدّ توبة في حقّه.

(قَالَ مَنْصُور) هو ابن عبد الرحمن الراوي عن الشعبيّ (قَدْ وَاللهِ) قسم معترض بين "قد" ومدخولها (رُوِيَ) بالبناء للمفعول، ونائب فاعله ضمير الحديث المذكور.

والمعنى: أن هذا الحديث الذي رواه الشعبيّ عن جرير - رضي الله عنه - موقوفًا عليه مرويّ (عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) مرفوعًا.

ولفظ أبي نُعيم في "مستخرجه": "قال منصور: وقد والله قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".


(١) وقع في "القاموس": "وَمَنَعَ"، لكن الصواب، كما في "الصحاح"، و"المصباح" و"اللسان" أنه من باب قتل، فلذا أصلحته به، وقد نبه على هذا الشارح المرتضى، والله تعالى أعلم.
(٢) "القاموس" ص ٧٧٨.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٢.
(٤) "شرح مسلم" ٢/ ٥٩.