فلم يزل عليها حتى مات الحجاج، وقال ابن عبد البرّ في "الكنى": هو بصريّ ثقةٌ.
أخرج له المصنّف، وأبو داود، والترمذيّ، والنسائيّ في "خصائص عليّ"، وابن ماجه، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الحديث.
٥ - (أَبُوهُ) أبو الأسود الدِّيليّ، أو الدُّؤَليّ البصريّ، اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل: عمرو بن ظالم، ويقال: بالتصغير فيهما، وقيل غير ذلك، ثقةٌ فاضل مخضرم [٢](ت ٦٩)(ع) تقدم في "الإيمان" ٢٩/ ٢٢٤.
٦ - (أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ) عبد الله بن قيس بن سُليم بن حضّار الصحابيّ المشهور -رضي الله عنه-، مات سنة (٥٠) أو بعدها (ع) تقدم في "الإيمان" ١٦/ ١٧١.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من سُداسيّات المصتف رحمهُ اللهُ.
٢ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالبصريين من داود.
٣ - (ومنها): أنه مسلسل بالكنى.
٤ - (ومنها): أن فيه ثلاثةً من التابعين روى بعضهم عن بعض، والابن عن أبيه.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ) الدّيليّ أنه (قَالَ: بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ) -رضي الله عنه- (إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ) أي أرسل إليهم ليجتمعوا إليه، فيَعِظَهم (فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ، قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ) وفي رواية أبي نعيم في "المستخرج: "جمع أبو موسى القرَّاء، فقال: لا تدخلوا عليّ إلا من جمع القرآن، قال: فدخلنا عليه زُهاء ثلاثمائة رجل، فوعظنا … " (فَقَالَ: أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ) أي أفضلهم، وأرفعهم درجة عند الله بسبب عنايتكم بالقرآن، فقد أخرج البخاريّ في "صحيحه" عن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه-، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "خيركم من تعلّم القرآن، وعَلَّمه".
وفي رواية أبي نعيم المذكورة: "وقال: أنتم قرّاء أهل البلد".
(وَقُرَّاؤُهُمْ، فَاتْلُوهُ) أي اقرؤوا القرآن، مِن تلا القرآن تلاوةً: إذا قرأه،