للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخَضِرِ على هذا الوجه، وإنما صحّ الاستثناء المفرَّغ من الْمُثْبَت؛ لقصد التعميم فيه، ونظيره: قرأت إلا يوم كذا.

قال الطيبيّ: وعليه ظاهر كلام المظهر، والأظهر أن الاستثناء منقطع؛ لوقوعه في الكلام المثبَت، وهو غير جائز عند صاحب "الكشّاف" إلا بالتأويل، ولأن ما يَقتُلُ حَبَطًا بعض ما يُنبت الربيع؛ لدلالة "من" التبعيضيّة عليه، والتقسيم في قوله: "إلا آكلة الخَضِرِ"؛ لأن الخَضِر غير ما يَقتُلُ حَبَطًا، يشهد له ما في "شرح السنّة". انتهى (١).

و"الخَضِرُ" بفتح الخاء، والضاد المعجمتين، وكذا لأكثر رواة البخاريّ، وهو ضرب من الكلأ، يُعجب الماشية، وواحده خَضِرَة، وفي رواية الكشميهني: "خُضْرَة" بضمّ الخاء، وسكون الضاد، وزيادة الهاء في آخره، وفي رواية السرخسيّ: "الخَضْرَاء" بفتح أوّله، وسكون ثانية، وبالمدّ، ولغيرهم: "خُضَر" بضمّ أوله، وفتح ثانية، جمع خُضْرَة، أفاده في "الفتح".

وقال الطيبيّ رحمهُ اللهُ: "الخضر" بكسر الضاد: نوع من البقول ليس من أحرارها وجيّدها، وإنما ترعاه المواشي إذا لم تجد سواه، فلا تكثر من أكله، ولا تستمرئ به. انتهى (٢).

وقوله: (أَكَلَتْ) حال بتقدير "قد"، وفي رواية مالك التالية: "فإنها تأكل"، وفي رواية هلال الثالثة: "فإنها أَكَلَت" (حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ) وفي نسخة: "حتى امتلأت"، وفي رواية مالك: "حتى إذا امتدّت" (خَاصِرَتَاهَا) تثنية خاصرة، بخاء معجمة، وصاد مهملة: وهما جانبا البطن، من الحيوان، وفي رواية الكشميهني: "خاصرتها" بالإفراد، والمعنى: حتى إذا شَبِعَت (اسْتَقْبَلَتِ) وفي رواية للبخاريّ: "أتت" (الشَّمْسَ) وفي رواية هلال: "استقبلت عين الشمس"، وقوله: (ثَلَطَتْ) جواب الشرط، وفي رواية هلال: "فثلطت" بالفاء، وهو بمثلّثة، ولام مفتوحتين، ثم طاء، من باب ضَرَب، كما تفيده عبارة "القاموس"، وضبطها ابن التين: بكسر اللام: أي ألقت ما في بطنها رقيقًا، وقال النوويّ:


(١) "الكاشف" ١٠/ ٣٢٧٦.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ١٠/ ٣٢٧٦.