للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سمعه من لفظ عبد الله مع غيره، وذكر اسم شيخه أيضًا، ولم يصرّح أيضًا بتحديث يونس لشيخه.

وقول حرملة، وعمرو بن سوّاد: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، فيه إشارة إلى أنهما سمعا قراءة من يقرأ على ابن وهب، ولم يسمعاه من لفظه، وأيضًا لم يصرّحا باسم شيخهما، وإنما ذكراه بكنيته ابن وهب، وقد صرّحا بإخبار يونس لشيخهما، وكلّ هذا مما يُستحسن في الأداء وليس بواجب، وإلى هذا أشار السيوطيّ رحمه الله تعالى في "ألفيّة الحديث"، حيث قال:

وَاسْتَحْسَنُوا لِمُفْرَدٍ "حَدَّثَنِي" … وَقَارِئٍ بِنَفْسِهِ "أَخْبَرَنِي"

وَإِنْ يُحَدِّثْ جُمْلَةً "حَدَّثَنَا" … وَإِنْ سَمِعْتَ قَارِئًا "أَخْبَرَنَا"

٣ - (ومنها): أن شيخيه عمرو بن سوّاد ومحمد بن سلمة، هذا أول محلّ ذكرهما في الكتاب، وقد ذكرت جملة ما رواه لكلّ منهما آنفًا.

٤ - (ومنها): أنه مسلسل بالمصريين إلى ابن شهاب، ومنه مدنيّون.

٥ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ: ابن شهاب عن عبيد الله.

٦ - (ومنها): أن فيه عبيد الله أحد الفقهاء السبعة.

٧ - (ومنها): أن فيه أبا هريرة - رضي الله عنه - أحفظ من روى الحديث في دهره، وهو رأس المكثرين السبعة، روى (٥٣٧٤) حديثًا، والله تعالى أعلم.

وقوله: (من نعمة) "من" زائدة، و"نعمة" مفعول به لـ"أنعمت"، قال الشيخ ابن الصلاح رحمه الله تعالى: قوله: "من نعمة" فيه تقصير من الراوي من حيث اللفظ، والمراد به خصوص نعمة الغيث بدلالة الرواية الأخرى المذكورة بعده. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: لا مانع من أن يكون المراد جميع النعم، فيدل على أن بعض الناس ينسبون جميع نعم الله تعالى إلى الكواكب ونحوها وذلك محرّم؛ لأنه لا يجوز نسبة نعم الله تعالى لخلقه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (كافرين) منصوب على أنه خبر لـ"أصبح"؛ لأنها من أخوات "كان" ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، واسمها "فريق"، وجملة "أصبح … إلخ"


(١) "الصيانة" ص ٢٥٢.