بكر من صلاة العصر، بعد وفاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بليال، وعلي يمشي إلى جنبه، فَمَرّ بحسن بن علي يلعب مع غلمان، فاحتمله على رقبته، وهو يقول: بأبي شبه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ليس شبيهاً بعلي، قال: وعلي يضحك، وقال ابن الزبير: أشبه الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن عليّ، قد رأيته يأتي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو ساجد، فيركب ظهره، فما ينزل حتى يكون هو الذي ينزل، ويأتي وهو راكع، فيفرج له بين رجليه، حتى يخرج من الجانب الآخر، وقال معمر عن الزهريّ، عن أنس، كان الحسن بن عليّ أشبههم وجهاً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة: رأيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان الحسن بن عليّ يشبهه.
وقال معروف بن خَرَّبوذ، عن أبي جعفر: مات الحسن وهو ابن سبع أربعين سنةً، وقال: كذا قال خليفة بن خياط، وجماعة، زادوا: وكانت وفاته في سنة (٤٩) وقيل: مات سنة ٥٠ وقيل: سنة ٥١، وقيل: سنة ٥٦، وقيل: سنة ٥٨، وقيل: سنة ٥٩.
روى له البخاريّ، في التعاليق، والأربعة، وليس عند المصنّف إلا ذكر.
(تَمْرَةً) منصوب على أنه مفعول "أَخَذَ"(مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ) زاد أبو مسلم الكجيّ، من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد:"فلم يَفْطَن له النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حتى قام، ولعابه يسيل، فضرب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شِدْقه"، وفي رواية معمر:"فلما فرغ حمله على عاتقه، فسال لعابه، فرفع رأسه، فإذا تمرة في فيه".
(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كِخْ كِخْ) بفتحٍ الكاف، وكسرها، وسكون المعجمة، مُثَقَّلاً، ومُخَفَّفاً، وبكسر الخاء منونةً، وغير منونة، فيخرج من ذلك ست لغات، والثانية توكيد للأولى، وهي كلمةٌ تقال لِرَدْع الصبيّ عند تناوله ما يُستقذَر، قيل: عربيةٌ، وقيل: أعجميةٌ، وزعم الداوديّ أنها مُعَرَّبة، وقد أوردها البخاريّ في "بابُ من تكلم بالفارسية"، والمعنى هنا: اتركه، وارمِ به، كما قال:(ارْمِ بِهَا) أي بالتمرة (أَمَا عَلِمْتَ) وفي رواية البخاريّ: "أما شَعَرت"، قال في "العمدة": هذه اللفظة تقال في الشيء الواضح التحريم، ونحوه، وإن لم يكن المخاطَب عالِماً به؛ أي كيف خَفِيَ عليك مع ظهور تحريمه؟ وهذا أبلغ في الزجر عنه بقوله: لا تفعله.