للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والباقون تقدّموا في الباب الماضي، وابن عمر ذُكر قبله.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى شرحه، وبيان مسائله، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه اللهُ المذكور أولَ الكتاب قال:

[٢٥٠٥] ( … ) - (وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ أيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالَ يَحْيَى بْن يَحْيَى: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرُونَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، أنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، إِلَّا أَنْ يُغَمَّ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ").

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ) العدويّ مولاهم، أبو عبد الرحمن المدنيّ، ثقةٌ [٤] (ت ١٢٧) (ع) تقدم في "الإيمان" ١٤/ ١٦٠.

والباقون تقدّموا في الباب، والباب الذي قبله، و"يحيى بن يحيى" هو التميميّ، و"يحيى بن أيوب" هو: المقابريّ، و"ابن حُجر" هو: عليّ.

وقوله: (الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً) قال في "الفتح": ظاهره حصر الشهر في تسع وعشرين، مع أنه لا ينحصر فيه، بل قد يكون ثلاثين.

والجواب أن المعنى أن الشهر يكون تسعة وعشرين، أو اللام للعهد، والمراد شهر بعينه، أو هو محمول على الأكثر الأغلب؛ لقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: "ما صمنا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تسعًا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين"، أخرجه أبو داود، والترمذيّ، ومثله عن عائشة - رضي الله عنها - عند أحمد، بإسناد جيّد، ويؤيد الأول قوله في حديث أم سلمة - رضي الله عنهما -: "إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا"، متّفقٌ عليه.

وقال ابن العربيّ: قوله: "الشهر تسع وعشرون، فلا تصوموا .. إلخ" معناه: حصره من جهة أحد طرفيه؛ أي أنه يكون تسعًا وعشرين، وهو أقله،