للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف رحمه اللهُ، وله فيه شيخان قرن بينهما؛ لاتحاد كيفيّة أخذه عنهما، ثم فرق بينهما بقوله: "قال أبو بكر: حدّثنا وكيع … إلخ" إشارة إلى أن هذا السياق لشيخه أبي بكر، وأما أبو كريب، فرواه بمعناه.

٢ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ.

٣ - (ومنها): أن فيه أبا سلمة أحد الفقهاء السبعة على بعض الأقوال، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- من المكثرين السبعة.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-) وفي رواية الإسماعيليّ، من طريق هشام الدستوائيّ، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، حدثني أبو هريرة، ونحوه لأبي عوانة، من طريق معاوية بن سلّام، عن يحيى، أفاده في "الفتح" (١). (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا) ناهيةٌ، ولذا جُزم الفعل بعدها بها (تَقَدَّمُوا) بفتح أوله، فعلٌ مضارعٌ، من التقدّم، وأصله: "لا تتقدّموا"، فحذفت منه إحدى التاءين، كما في قوله تعالى: {نَارًا تَلَظَّى} [الليل: ١٤]، وقوله: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ} [القدر: ٤]، وقد أشار ابن مالك إلى هذه القاعدة في "الخلاصة" حيث قال:

وَمَا بِتَاءَيْنِ ابْتُدِي قَدْ يُقْتَصَرْ … فِيهِ عَلَى تَا كَتَبَيَّنُ الْعِبَرْ

(رَمَضَانَ) أي صوم شهر رمضان (بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ) الباء للتعدية متعلقة بـ"تقدّموا وفي رواية البخاريّ: "لا يتقدَّمَنَّ أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين وفي رواية للنسائيّ: "لا يتقدّمنّ أحدٌ الشهرَ بيوم، ولا يومين … في رواية أبي داود: "لا تَقَدَّموا صوم رمضان بصوم وفي رواية للإسماعيليّ: "لا تَقَدَّموا بين يدي رمضان بصوم"، ولأحمد عن رَوْح، عن هشام: "لا تقدموا قبل رمضان بصوم وفي رواية: "لا تقدموا شهر رمضان بصيام قبله".

والمعنى: أنه لا يجوز أن يتقدم الشخص رمضان بصوم يوم يُعَدُّ منه بقصد الاحتياط له، فإن صومه مرتبط بالرؤية، فلا حاجة إلى التكلف.


(١) ٤/ ٦٢٤.