٢ - (ومنها): أنه مسلسل بثقات الكوفيين، من أوله إلى آخره.
٣ - (ومنها): أن فيه روايةَ تابعيّ، عن تابعيّ، والابن عن أبيه.
٤ - (ومنها): أن صحابيه - رضي الله عنه - هو أحد العشرة المبشرين بالجنة - رضي الله عنه -، وأول من رَمَى بسهم في سبيل الله، وآخر من مات من العشرة المبشّرين بالجنّة، مات سنة (٥٥) على الصحيح، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقاصٍ - رضي الله عنه -)، أنه (قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ عَلَى الْأُخْرَى) أي طبّق بين أصابع يديه العشرين (فَقَالَ: "الشَّهْرُ هَكَذَا، وَهَكَذَا) وفي الرواية التالية: "الشَّهْرُ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا" ثلاث مرات، فالإشارة الأولى إلى العشرة، والثانية إلى العشرين، والثالثة إلى الثلاثين (وَنَقَصَ فِي الثَّالِثَةِ إِصْبَعًا) بكسر الهمزة، وفتح الموحّدة أفصح لغاتها العشرة، وقد تقدّمت غير مرّة وقد تقدّم في حديث ابن عمر بقوله: "وعقد الإبهام في الثالثة"؛ يعني أنه - صلى الله عليه وسلم - قبض إصبعًا واحدةً، وهي الإبهام من العشرة الثالثة إشارة إلى كونه تسعة، فجملة ما أشار إليه تسعة وعشرون يومًا.
وفي الرواية التالية للمصنّف من طريق زائدة، عن إسماعيل: "الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا، عشرًا، وعشرًا، وتسعًا مرة"، وفي حديث جابر - رضي الله عنه - المتقدّم: "إن الشهر يكون تسعًا وعشرين، ثم طبّق النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بيديه ثلاثًا، مرّتين بأصابع يديه كلها، والثالثة بتسع منها".
وحاصل معنى الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - بيّن أن الشهر قد يكون تسعًا وعشرين يومًا أحيانًا، كما يكون ثلاثين يومًا أحيانًا، يوضّح هذا المعنى ما أخرجه النسائيّ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بلفظ: "الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين … ". وما تقدّم من حديث ابن عمر - رضي الله عنه -: "والشهر هكذا، وهكذا، وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة، والشهر هكذا، وهكذا، وهكذا؛ يعني تمام ثلاثين"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.