للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين.

٤ - (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض، ورواية الأولين من رواية الأقران؛ لأنهما من الطبقة الخامسة.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ) بفتح الموحّدة، والتاء، بينهما خاء معجمة ساكنة، واسمه سعيد بن فيروز، وقيل غيره، كما تقدّم آنفًا، أنه (قَالَ: خَرَجْنَا) أي من بلدنا الكوفة (لِلْعُمْرَةِ) أي لأجل أدائها (فَلَمَّا نَزَلْنَا بِبَطْنِ نَخْلَةَ) -بفتح، فسكون- قرية مشهورة شرقيّ مكة، تُسَمَّى الآن بالمضيق، قاله ابن حجر الهيتميّ في "شرح المشكاة".

وقال القرطبيّ -رحمه الله-: بطن نخلة موضع معروفٌ بذات عِرْق، ولذلك قال في رواية أخرى: "قال أبو الْبَخْتَريّ: أهللنا رمضان، ونحن بذات عِرْق". انتهى.

وقال الفيّوميّ -رحمه الله-: وبطن نخل، ويقال: نخلة بالإفراد أيضًا، وهما نَخْلتان: إحداهما نخلة اليمانية بوادٍ يأخذ إلى قَرْنٍ والطائف، قال الشاعر:

وَمَا أَهَل بِجَنْبَي نَخْلَةُ الْحُرُمُ

أي المحرمون، وبها كان ليلة الجنّ، وبها صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف لَمّا سار إلى الطائف، وبينها وبين مكة ليلة.

والثانيةْ نخلةُ الشاميّة بوادٍ يأخذ إلى ذات عِرْقٍ، ويقال: بينها وبين المدينة ليلتان. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: المراد هنا هي الشاميّة، كما أشار إليه القرطبيّ بدليل الرواية التالية، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(قَالَ: تَرَاءَيْنَا الْهِلَالَ) أي اجتمعنا لرؤية الهلال، لكمال ظهوره، أوأرى بعضنا بعضًا لخفاء نظره، أو عدم علمه بمحله، وقال النوويّ -رحمه الله-: أن تكلّفنا النظر إلى جهته لنراه (فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ) أي صاحب ثلاث ليال لعلو درجته، قال السنديّ: وهذا بعيد إلا أن يكون أول الشهر مشتبهًا، فافهم


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٠٧.