للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَالْوَاحِدَ اذْكُرْ نَاسِبًا لِلْجَمْعِ … إِنْ لَمْ يُشَابِهْ وَاحِدًا بِالْوَضْعِ

يعني أنه إذا نُسب إلى المثنّى أو الجمع وجب ردّه إلى واحده، فنُسب إليه، كقولك في النسبة إلى الفرائض: فَرَضيٌّ، فأما إذا كان علَمًا، كأنمار اسم قبيلة، أو جاريًا مجرى العلم كأنصار، فتنسب إلى لفظه، فتقول: أنماريّ، وأنصاريّ (١)، والله تعالى أعلم.

وقال في "الفتح": اسم إسلاميّ، سَمَّى به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الأوسَ والخزرجَ، وحُلفاءهم، والأوس يُنسبون إلى أوس بن حارثة، والخزرج يُنسبون إلى الخزرج بن حارثة، وهما ابنا قَيْلَةَ، وهو اسم أمّهم، وأبوهم هو حارثة بن عمرو بن عامر الذي يجتمع إليه أنساب الأزد. انتهى (٢).

وقال السمعانيّ رحمه الله تعالى: هم جماعة من أهل المدينة من الصحابة من أولاد الأوس والخزرج، قيل لهم: الأنصار؛ لنصرتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} الآية [الأنفال: ٧٢]، وقال عزّ من قائل: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [التوبة: ١١٧]، وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} الآية [التوبة: ١٠٠]، وفيهم كثرة وشُهْرة على اختلاف بطونهم وأفخاذهم. انتهى (٣)، والله تعالى أعلم.

(وَآيةُ الْمُؤْمِنِ حُبُّ الْأنصَارِ") "وفي الرواية التالية: "حُبُّ الأنصار آية الإيمان، وبُغضهم آية النفاق"، وفي رواية البخاريّ: "آية الإيمان حُبُّ الأنصار، وآيةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأنصار".

قال في "الفتح": قوله: "آية الإيمان" - هو بهمزة ممدودة، وياء تحتانية مفتوحة، وهاء تأنيث - و"الإيمان" مجرور بالإضافة، هذا هو المعتمد، في ضبط هذه الكلمة في جميع الروايات، في "الصحيحين"، و"السنن"، و"المستخرَجات"، و"المسانيد"، و"الآية": العلامة، كما ترجم به البخاريّ والنسائيّ.


(١) راجع: "شرح ابن عقيل على الخلاصة" في هذا البيت ٢/ ٢٧٠ - ٢٧١.
(٢) "الفتح" ٧/ ١٤٠.
(٣) "الأنساب" ١/ ٢٢٨.