وسكون المهملة، والتخفيف، قوله:"رؤيتهما" كذا لأبي ذرّ، وفي رواية النسفيّ:"رِئيُهما" بكسر أوله، وسكون الهمزة، وضم التحتانية، ولمسلم من هذا الوجه:"زِيُّهما" بكسر الزاي، وتشديد التحتانية، قال صاحب "المطالع": ضبِطت هذه اللفظة على ثلاثة أوجه: ثالثها: بفتح الراء، وقد تُكْسَر، بعدها همزة، ثم تحتانية مشددة، قال عياض: ولا وجه له إلا بضرب من التأويل، وكأن رَئيّ بمعنى مَرْئِيّ، والمعروف أن الرِئيّ: التابع من الجنّ، فَيَحْتَمِل أن يكون من هذا الأصل؛ لترائيه لمن معه من الإنس. انتهى (١).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله في الحديث الذي قبله، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رحمه الله- المذكور أولَ الكتاب قال:
[٢٥٣٦](١٠٩٢) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يَحْيَى، وَمحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ (ح) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْن سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَن ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنه -، عَنْ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قَالَ:"إِن بِلَالًا يُؤَذِّن بِلَيْلٍ، فَكُلُوا، وَاشْرَبُوا، حَتَّى تَسْمَعُوا تَأذِينَ ابْنِ أمِّ مَكْتُومٍ").
رجال هذا الإسناد: سبعة:
١ - (يَحْيَى بْن يَحْيَى) التميميّ، تقدّم في الباب الماضي.
٢ - (مُحَمَّدُ بْن رُمْحٍ) التجيبيّ المصريّ، تقدّم قبل ثلاثة أبواب.
٣ - (قتيْبَة بْنُ سَعِيدٍ) تقدّم قبل أيضًا قبل ثلاثة أبواب.
٤ - (اللَّيْثُ) بن سعد، تقدّم أيضًا قبل ثلاثة أبواب.
٥ - (ابْنُ شِهَابٍ) محمد بن مسلم، تقدّم أيضًا قبل ثلاثة أبواب.
٦ - (سَالِمُ بْنُ عَبدِ اللهِ) بن عمر، تقدّم قريبًا.
٧ - (عَبْدُ اللهِ) بن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنهما -، تقدّم أيضًا قريبًا.