للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه]: أشار الحافظ رحمه الله في "الفتح" أن قوله: "ولم يكن بينهما إلا أن ينزل … إلخ " في حديث ابن عمر مدرج، وإنما هو في حديث عائشة -رضي الله عنها- من رواية القاسم عنها، ودونك نصّه:

قوله: "حتى يؤذن" في رواية الكشميهنيّ: "حتى ينادي"، وقد أورده في "الصيام " بلفظ: "يؤذن"، وزاد في آخره: "فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر، قال القاسم: لم يكن بين أذانيهما إلا أن يرقى ذا، وينزل ذا"، وفي هذا تقييدٌ لِمَا أَطْلَق في الروايات الأخرى من قوله: إن بلالًا يؤذِّن بليل ولا يقال: إنه مرسلٌ؛ لأن القاسم تابعيّ، فلم يدرك القصة المذكورة؛ لأنه ثبتٌ عند النسائيّ، من رواية حفص بن غياث، وعند الطحاويّ من رواية يحيى القطان، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة، فذكر الحديث، قالت: "ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا، وَيصْعَد هذا وعلى هذا فمعنى قوله في رواية البخاريّ: قال القاسم؛ أي في روايته عن عائشة -رضي الله عنها-.

وقد وقع عند مسلم في رواية ابن نُمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مثل هذه الزيادة، وفيها نظر، أوضحته في كتاب "المدرج".

قال: وثبتت الزيادة أيضًا في حديث أُنيسة (١). انتهى.

وقال وليّ الدين رحمه الله- عند ذكر والده حديث عائشة -رضي الله عنها- بلفظ: "وزاد: قالت: ولا أعلمه إلا إن كان قدر ما ينزل هذا، وبرقى هذا"- ما نصّه: هذه الرواية التي رواها الشيخ رحمه الله من "مسند أحمد" صريحة في أن القائل: "ولا أعلمه إلا كان قدر ما ينزل هذا ويرقى هذا" راوبة الحديث عائشة -رضي الله عنها-، فإن فيها "قالت لا، لكن في "صحيح البخاريّ " في "كتاب الصيام": قال القاسم:


(١) حديث أنيسة هو ما أخرجه ابن حبّان رحمه الله في "صحيحه" (٢٥٢/ ٨):
٣٤٧٤ - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقيّ، قال: حدّثنا هشيم، قال: حدّثنا منصور بن زاذان، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن عمته أنيسة بنت حبيب، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أذّن ابن أم مكتوم فكلوا، واشربوا، وإذا أذّن بلال، فلا تأكلوا، ولا تشربوا"، فإن كانت الواحدة منا ليبقى عليها الشيء من سحورها، فتقول لبلال: أمهل حتى أَفْرُغ من سحوري. انتهى.