للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي عُثْمَانَ) النهديّ، وفي رواية ابن خزيمة، من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، حدثنا أبو عثمان، قال الحافظ رحمه الله: ولم أر هذا الحديث من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- في شيء من الطرق إلا من رواية أبي عثمان عنه، ولا من رواية أبي عثمان، إلا من رواية سليمان التيميّ عنه، واشتهر عن سليمان، وله شاهد في "صحيح مسلم" (١) من حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- انتهى (٢).

(عَن ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا) ناهية (يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ) بنصب أحدًا على المفعوليّة، وفاعله "أذانُ بلال وفي رواية البخاريّ: "أحدكم، أو أحدًا منكم" بالشك من الراوي، وكلاهما يفيد العموم، وإن اختلفت الحيثية، قاله في "الفتح".

قوله: (أَذَانُ بِلَالٍ -أَوْ) للشكّ من الراوي، ولم يتبيّن لي من هو؟ (قَالَ: نِدَاءٌ بِلَالٍ - مِنْ سُحُورهِ) بضمّ السين اسم للأكل وقت السحر، وَيحْتَمِل أن يكون بفتحها، اسم للمأكول وقت السحر، فيكون على حذف مضاف؛ أي من أكل سَحُوره.

قال في "اللسان": السَّحُور -أي بالفتح-: طعام السَّحَر، وشرابه، قال الأزهريّ: السَّحُور: ما يُتسحّر به وقت السَّحَر، من طعام، أو لبن، أو سَوِيق، وُضع اسمًا لما يُؤكل ذلك الوقتَ، وقد تسحّر الرجل ذلك الطعام؛ أي أكله، وقد تكرّر ذكر السّحور في الحديث في غير موضع، قال ابن الأثير: هو بالفتح اسم ما يُتسحّر به، من الطعام والشراب، وبالضمّ المصدر، والفعل نفسه، وأكثر ما روي بالفتح، وقيل: الصواب بالضمّ لأنه بالفتح الطعام، والبركة، والأجر والثواب في الفعل، لا في الطعام، وتسحّر: أكل السَّحُور. انتهى.

وفي "المصباح": السَّحَر -بفتحتين-: قُبيل الصح، وبضمتين -لغةٌ، والجمع أَسْحار، والسَّحُور وِزان رَسُول: ما يؤكل في ذلك الوقت، وتسحّرتُ: أكلت السَّحُور، والسُّحُور بالضمّ فعل الفاعل. انتهى، والله تعالى أعلم.

(فَإِنَّهُ) أي لأن بلالًا، فالفاء للتعليل (يُؤَذِّنُ -أَوْ) للشكّ من الراوي (قَالَ:


(١) هو الحديث الآتي بعد حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- هذا.
(٢) "الفتح" ٢/ ٤٣٦.