للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورفعها إلى فوقُ، وطأطأها إلى أسفلُ، حتى يقول هكذا وقال زهير: "بسبّابتيه، إحداهما فوق الأخرى، ثمّ مدّها عن يمينه وشماله".

وقوله: "إلى فوقُ" بالضم على البناء، وكذا "أسفلُ "؛ لنية المضاف إليه دون لفظه، نحو: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم؛ ٤]، وقوله: وقال زهير؛ أي الراوي، وكأنه جمع بين إصبعيه ثم فرّقهما ليحكي صفة الفجر الصادق؛ لأنه يطلع معترضًا، ثم يعم الأفق ذاهبًا يمينًا وشمالًا، بخلاف الفجر الكاذب، وهو الذي تسميه العرب ذنب السِّرْحان، فإنه يظهر في أعلى السماء، ثم ينخفض، وإلى ذلك أشار بقوله: "رفع وطأطأ"، وفي رواية الإسماعيلي من طريق عيسى بن يونس، عن سليمان: "فإن الفجر ليس هكذا، ولا هكذا، ولكن الفجر هكذالا، فكأن أصل الحديث كان بهذا اللفظ مقرونًا بالإشارة الدالة على المراد، وبهذا اختلفت عبارة الرواة، قاله في "الفتح".

وقال في "العمدة": قوله: "وليس أن يقول هكذا" أشار به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى الفجر الكاذب، وهو الضوء المستطيل من العلو إلى السفل، وهو من الليل، ولا يدخل به وقت الصبح، ويجوز فيه التسحر ونحوه.

وقوله: "حتى يقول هكذا … إلخ " إشارة إلى الصبح الصادق، وقد فسّر زهير الراوي الصادق بقوله: "بسبابتيه إلى آخره". انتهى، والفه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن مسعود - رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٨/ ٢٥٤١ و ٢٥٤٢ و ٢٥٤٣] (١٠٩٣)، و (البخاريّ) في "الأذان" (٦٢١) و"الطلاق" (٥٢٩٨) و"أخبار الآحاد" (٧٢٤٧)، و (أبو داود) في "الصوم" (٢٣٤٧)، و (النسائيّ) في "الأذان" (٢/ ١١) و"الصيام" (٤/ ١٤٨)، و (ابن ماجه) في "الصيام" (١٦٩٦)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (١/ ٤٦)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (٣/ ٩)، و (أحمد) في "مسنده" (١/ ٣٨٦ و ٣٩٢ و ٤٣٥)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (١٩٢٨ و ٤٠٢)، و (ابن