و"المعرفة"(٣/ ٣٨٦)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(١٧٣٠)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الرابعة): في فوائده:
١ - (منها): بيان استحباب تعجيل الفطر، قال ابن عبد البرّ رَحِمَهُ اللهُ: أحاديث تعجيل الإفطار، وتأخير السحور صحاحٌ، متواترةٌ، وأخرج عبد الرزأق وغيره بإسناد صحيح، عن عمرو بن ميمون الأوديّ قال: كان أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أسرع الناس إفطارًا، وأبطأهم سحورًا.
٢ - (ومنها): ما قاله المازريّ رَحِمَهُ اللهُ: أشار هذا الحديث إلى أن تغيير هذه السنة عَلَمٌ على فساد الأمر، ولا يزالون بخير ما داموا محافظين عليها. انتهى.
٣ - (ومنها): ما قاله المهلَّب رَحِمَهُ اللهُ: الحكمة في تعجيل الإفطار أن لا يزاد في النهار من الليل، ولأنه أرفق بالصائم، وأقوى له على العبادة.
٤ - (ومنها): ما قاله ابن دقيق العيد رَحِمَهُ اللهُ: في هذا الحديث ردّ على الشيعة في تأخيرهم الفطر إلى ظهور النجوم، ولعل هذا هو السبب في وجود الخير بتعجيل الفطر؛ لأن الذي يؤخره يدخل في فعل خلاف السنة. انتهى.
قال الحافظ رَحِمَهُ اللهُ: وما تقدم من الزيادة عند أبي داود أولى بأن يكون سبب هذا الحديث، فإن الشيعة لم يكونوا موجودين عند تحديثه -صلى الله عليه وسلم- بذلك. انتهى.
٥ - (ومنها): أنه استَدَلّ به بعض المالكية على عدم استحباب ستة شوال؛ لئلا يَظنّ الجاهل أنها ملتحقة برمضان، وهو ضعيف، ولا يخفى الفرق. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رَحِمَهُ اللهُ المذكور أولَ الكتاب قال: