للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شعبة عن الشيبانيّ، عند أبي نعيم في "مستخرجه"، فذكر المراجعة ثلاث مرّات، وسيأتي بيان ذلك قريبًا -إن شاء الله تعالى-.

قال: وقد جاء أنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا يُرَاجَعُ بعد ثلاث، وهو عند أحمد في "مسنده" بسند رجاله ثقات، من حديث عبد الله بن أبي حَدْرَدٍ في حديث طويل، أوله: "كان ليهوديّ عليه أربعة دراهم … " الحديث (١). انتهى.

(فَأَتَاهُ) أي أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (بِه) أي بالشراب المجدوح (فَشَرِبَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ قَالَ) أشار -صلى الله عليه وسلم-، ففيه إطلاق القول على الفعل (بِيَدِهِ) نحو المغرب والمشرق، قائلًا: ("إِذَا غَابَت الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا) أي من جهة المغرب (وَجَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا) أي من جهة المشرق (فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ") أي دخل وقت إفطاره، أو صار في حكم المفطر، وقد تقدّم تمام البحث في هذا في شرح حديث عمر -رضي الله عنه-، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.


(١) هو: ما في "مسند الإمام أحمد رَحِمَهُ اللهُ" (٣/ ٤٢٣):
(١٥٥٢٨) -حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا حاتم بن إسماعيل المدنيّ، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن ابن أبي حدرد الأسلميّ أنه كان ليهوديّ عليه أربعة دراهم، فاستعدى عليه، فقال: يا محمد إن لي على هذا أربعة دراهم، وقد غلبني عليها، فقال: "أعطه حقّه"، قال: والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها، قال: "أعطه حقّه"، قال: والذي نفسي بيده ما أقدر عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر، فأرجو أن تُغنمنا شيئًا، فارجع، فاقضيه، قال: "أعطه حقّه"، قال: وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قال ثلاثًا لم يُرَاجَع، فخرج به ابن أبي حدرد إلى السوق، وعلى رأسه عصابة، وهو مُتَّزِرٌ ببرد، فنزع العمامة عن رأسه، فاتّزر بها، ونزع البردة، فقال: اشتر مني هذه البردة، فباعها منه بأربعة الدراهم، فمرّت عجوز، فقالت: ما لك يا صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فأخبرها، فقالت: ها دونك هذا ببرد عليها طرحته عليه. انتهى.
قال الجامع: وهذا إسناد صحيح، فإن رجال إسناده كلّهم ثقات، والله تعالى أعلم.