أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنه - قَالَتْ: نَهَاهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَن الْوِصَالِ؛ رَحْمَةً لَهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ:"إِني لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي يُطْعِمُنى رَبِّي، وَيَسْقِينِي (١) ").
رجال هذا الإسناد: ستّة:
٢ - (عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) هو: عثمان بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الْعَبْسيّ، أبو الحسن الكوفيّ، ثقةٌ حافظٌ شهير [١٠](٢٣٩) وله (٨٣) سنةً (خ م د س ق) تقدم في "الإيمان" ٣٥/ ٢٤٦.
٢ - (عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ) الكلابيّ، تقدّم قبل بابين.
٣ - (هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ) تقدّم في الباب الماضي.
٤ - (أَبُوهُ) تقدّم اْيضاً في الباب الماضي.
٥ - (عَائِشَةُ) - رضي الله عنها - تقدّمت قبل باب.
و"إسحاق بن إبراهيم" هو: ابن راهويه ذُكر في الباب.
وقولها:(رَحْمَةً لَهُمْ) منصوب على المفعوليّة من أجله؛ أي إنما نهاهم عن الوصال لأجل رحمته لهم، وفيه بيان سبب النهي.
[تنبيه]: قال البخاريّ -رَحِمَهُ اللهُ- بعد إخراج هذا الحديث عن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن سلام، كلاهما عن عبدة بسنده ما نصّه: قال أبو عبد الله: لم يذكر عثمان: "رحمةً لهم". انتهى.
قال في "الفتح": قوله: "لم يذكر عثمان" أي ابن أبي شيبة شيخه في الحديث المذكور، قولَه:"رحمة لهم" فدلّ على اْنها من رواية محمد بن سلام وحده، وقد أخرجه مسلم عن إسحاق ابن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة جميعاً، وفيه:"رحمةً لهم"، ولم يُبَيِّن أنها ليست في رواية عثمان، وقد أخرجه أبو يعلى، والحسن بن سفيان، في "مسنديهما" عن عثمان، وليس فيه:"رحمةً لهم"، وأخرجه الإسماعيليّ عنهما كذلك، وأخرجه الْجَوْزقيّ من طريق محمد بن حاتم، عن عثمان، وفيه:"رحمةً لهم"، فَيَحْتَمِلُ أن يكون عثمان كان تارةً يذكرها، وتارة يحذفها، وقد رواها الإسماعيليّ، عن جعفر الفريابيّ، عن