(٩٠٧) - أخبرنا عبد الوهاب الثقفيّ، نا يحيى بن سعيد، قال: سمعت عبد الرحمن بن القاسم، يقول: أخبرني محمد بن جعفر بن الزبير، أن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره، أن عائشة أم المؤمنين حدَّثته، قالت: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إني احترقت، فسأله ما له؟، فقال: أفطرت في رمضان، ثم جلس، فأُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكتل عظيم يُدْعَى الْعَرَق، فيه تمر، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل، فقال:"أين المحترق؟ "، فقام الرجل، فقال:"تصدق بهذا". انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب قال:
[٢٦٠٣]( … ) - (حَدَّثَني أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِم حَدَّثَهُ، أَن مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزبَيْرِ حَدَّثَهُ، أَن عَبَّادَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تَقُولُ: أَتَى رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ، فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ احْتَرَقْتُ، احْتَرَقْتُ، فَسَأَلهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا شَأْنُهُ؟، فَقَالَ: أَصَبْتُ أَهْلِي، قَالَ:"تَصَدَّقْ"، فَقَالَ: وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا لِي شَيْءٌ، وَمَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ:"اجْلِسْ"، فَجَلَسَ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ، أَقْبَلَ رَجُلٌ يَسُوقُ حِمَارًا، عَلَيْهِ طَعَامْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ آنِفاً؟ " فَقَامَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَصَدَّقْ بِهَذَا"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغَيْرَنَا؟ (١)، فَوَاللهِ، إِنَّا لَجِيَاعٌ، مَا لنَا شَئٌ، قَالَ: "فَكُلُوهُ").
رجال هذا الإسناد: سبعة:
١ - (أَبُوالطَّاهِرِ) أحمد بن عمرو بن السَّرْح المصريّ، ثقةٌ [١٠](ت ٢٥٠)(م د س ق) تقدم في "المقدمة" ٣/ ١٠.
٢ - (ابْنُ وَهْبٍ) هو: عبد الله، تقدّم في الباب الماضي.
٣ - (عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ) بن يعقوب، تقدّم أيضًا في الباب الماضي.