للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ليهتدي إليها الأضياف، ومن سلك الطريق، وهكذا يقوله المحدّثون "الهاد"، وهو صحيح على لغة، والمختار في العربيّة "الهادي" بالياء؛ لأن الأفصح في المنقوص إذا كان بـ "أل" الوقف عليه بالياء، كما أشار ابن مالك إلى ذلك في "الخلاصة" بقوله:

وَحَذْفُ يَا الْمَنْقُوصِ ذِي التَّنْوِينِ مَا … لَمْ يُنْصَبَ اوْلَى مِنْ ثُبُوتٍ فَاعْلَمَا

وَغَيْرُ ذِي التَّنْوِينِ بِالْعَكْسِ وَفِي … نَحْوِ "مُرٍ" لُزُومُ رَدِّ الْيَا اقْتُفِي

٦ - (ومنها): أن صحابيّه أحد العبالة الأربعة، والمكثرين السبعة، روى (٢٦٣٠) حديثًا، ومن المشهورين بالفتوى من الصحابة - رضي الله عنهم -، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ) - رضي الله عنهما - (عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ) "الْمَعْشَرُ" كلُّ جماعة أمرهم واحد، ونُقِل عن ثعلب أنه مخصوص بالرجال، وهذا الحديث يَرُدّ عليه، إلا إن كان مراده بالتخصيص حالة إطلاق المعشر لا تقييده كما في الحديث، قاله في "الفتح"، وقال في "العمدة": "المعشر" الجماعة، متخالطين كانوا أو غير ذلك، قال الأزهريّ: أخبرني المنذر، عن أحمد بن يحيى، قال: المعشر، والنفر، والقوم، والرَّهْطُ هؤلاء معناهم الجمع، لا واحد لهم من لفظهم، للرجال دون النساء، وعن الليث: المعشر كلُّ جماعة أمرهم واحد، وهذا هو الظاهر، وقول أحمد بن يحيى مردود بالحديث، ويُجمع على معاشر. انتهى (١).

وقال النوويّ رحمه الله تعالى: قال أهل اللغة: "المعشر": هم الجماعة الذين أمرهم واحد، أي مُشترِكون، وهو اسم يتناولهم، فالإنس معشر، والجن معشر، والأنبياء معشر، والنساء معشر، ونحو ذلك، وجمعه معاشر. انتهى (٢).

وقال الطيبيّ رحمه الله تعالى: قوله: "يا معشر النساء". هذا خطاب عامّ، غُلِّبت فيه الحاضراتُ على الغائبات، كما في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: ٢١]، واللام للاستغراق. انتهى (٣).


(١) "عمدة القاري" ٣/ ٢٧٠.
(٢) "شرح مسلم" ٢/ ٦٦.
(٣) "الكاشف عن حقائق السنن" ٢/ ٤٦٤.