للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رَوَى عن أبيه، وعنه أبو إسحاق السَّبِيعيّ وأيوب السَّخْتيانيّ، ومحمد بن أبي القاسم الطويل.

قال النسائيّ: ثقةٌ، وقال أيضًا عقب حديثه في "السنن": ثقةٌ مأمونٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحَكَى الترمذيّ عن أيوب قال: كانوا يعدُّونه أفضل من أبيه.

أخرج له البخاريّ، والمصنّف، والترمذيّ، والنسائيّ، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الحديث فقط.

والباقون ذُكروا قبله، و"ابن أبي عمر": هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ثم المكيّ" و"سفيان": هو ابن عيينة.

وقوله: (صِيَامًا) هو على حذف مضاف؛ أي ذوي صيام، أو بمعنى اسم الفاعل؛ أي صائمين.

وقوله: (مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟) أي ما سبب صومكم له.

وقوله: (هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ) أي حيث وقع فيه أمور عظيمة توجب تعظيم مثل هذا اليوم.

وقوله: (وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ) بتشديد الراء، ونصب "فرعونَ"، و"قومه" على المفعوليّة، قال الطيبيّ: غرّقه، وأغرقه بمعنى، وفى نسخة (١): "أغرق"، وفي أخرى بكسر الراء، ورفع المنصوبين. انتهى.

وقوله: (فَنَحْنُ نَصُومُهُ) أي شكرًا أيضًا، أو متابعة لموسى عليه السلام، وفي الرواية السابقة: "ونحن نصومه تعظيمًا له"، وهذا أولى من التقديرين قبله، فتنبّه.

وقوله: (فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) أي كما كان يصومه قبل الهجرة.

وقوله: (وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ) هذا دليلٌ قويّ لمن قال بوجوب صوم عاشوراء، ثم نسخه، وهو المذهب الراجح، كما سبق بيانه.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله قبل حديث، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


(١) أراد به نسخة "مشكاة المصابيح"، وليس نسخة مسلم، فتنبّه.