للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"الأوَّاب": الرجَّاع إلى الله تعالى وإلى عبادته، وتسبيحه. انتهى (١).

(قَالَ) عبد الله عمرو - رضي الله عنهما - (قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَمَا صَوْمُ دَاوُدَ؟)؛ (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - "كَانَ) أي داود - عَلَيْهِ السَّلَامُ - (يَصُومُ يَوْماً، وَيُفْطِرُ يَوْماً) أي وذلك نصف الدهر.

(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("وَاقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ") أي مرّة واحدة (قَالَ) عبد الله (قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي أطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: "فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: "فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: "فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ) هكذا معظم النسخ عندنا، بذكر "فاقرأه في كلّ عشر" قبل "فاقرأه في كُلّ سبع"، إلا نسخة شرح النوويّ، ففيها بإسقاطه، وقد جعل القرطبيّ هذه النسخة أكثر نسخ مسلم، فقال في "المفهم" (٢): وقوله: "اقرأ القرآن في كل شهر"، ثم قال بعد ذلك: "فاقرأه في كل عشرين"، ثم قال: "فاقرأه في كل سبع"؛ هكذا في أكثر روايات مسلم، ووقع في كتاب ابن أبي جعفر، وابن عيسى زيادة: (قال: فاقرأه في عشر وبعد ذلك قال له: "اقرأه في سبع".

قال: ومقصود هذه الرواية بيان تجزئة القرآن على ليالي الشهر بالنسبة إلى التخفيف والتثقيل، فالمخفِّف يقرؤه في كل شهر؛ لا أقل من ذلك، والمثقل لا يزيد على سبع؛ كما قد نهاه عنه، ولم يتعرض الراوي في هذه الرواية لبيان مقدار زمان القيام من الليل، وقد بيّنه راو آخر في الرواية التي قال فيها: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه". انتهى.

(وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ) فيه النهي عن قراءة القرآن في أقلّ من سبع، كذا في هذه الرواية، لكن ورد ما يدلّ على الزيادة إلى ثلاث، ففي رواية النسائيّ من طريق أبي العباس الشاعر: "اقرأ القرآن في شهر، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فلم أزل أطلب إليه، حتى قال: في خمسة أيام … " الحديث.

وفي رواية الدارميّ في "مسنده" من طريق أبي فروة (٣)، عن عبد الله بن


(١) "المفهم" ٣/ ٢٢٦.
(٢) ٣/ ٢٢٨ - ٢٢٩.
(٣) أبو فروة اسمه عروة بن الحارث، الهمدانيّ الكوفيّ ثقةٌ من الخامسة.