وكذلك قوله في رواية النسائيّ من طريق الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن عبد الله بن عمرو بلفظ:"صم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تلك التسعة"، ثم قال:"صم من كلّ تسعة أيام يوماً، ولك أجر تلك الثمانية"، ثم قال:"من كلّ ثمانية أيام يوماً، ولك أجر السبعة"، قال: فلم يزل، حتى قال:"صم يوماً، وأفطر يوماً"، وله من طريق شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن جدّه بلفظ:"صم يوماً، ولك أجر عشرة"، قلت: زدني، قال:"صم يومين، ولك أجر تسعة"، قلت: زدني، قال:"صم ثلاثة، ولك أجر ثمانية". فهذا يدفع في صدر التأويل الأول، والله أعلم، أفاده في "الفتح"(١).
قال الجامع عفا الله عنه: عندي الأقرب حمل الحديث على ظاهره، وهو الاحتمال الأخير الذي مرّ آنفاً في عبارة "الفتح"، وإنما نقص الأجر مع زيادة العمل؛ لِمَا ذُكِر من ترتّب تفويت بعض العبادات بسبب مشقّة الصوم، فتبصّر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللهُ- المذكور أولَ الكتاب قال: