للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبي عمرو - عن سعيد (١) المقبريّ، عن أبي هريرة، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - انصرف من الصبح يومًا، فأتى النساء في المسجد، فوَقَفَ عليهنّ، فقال: "يا معشر النساء، ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب لقلوب ذوي الألباب منكنّ، وإني قد رأيتكن أكثر أهل النار يوم القيامة، فتقرّبن إلى الله ما استطعتنّ"، وكان في النساء امرأة عبد الله بن مسعود، فأتت إلى عبد الله بن مسعود، فأخبرته بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخذت حليًّا لها، فقال ابن مسعود: فأين تذهبين بهذا الحليّ؟ فقالت: أتقرب به إلى الله عز وجل ورسوله (٢)، لعلّ الله أن لا يجعلني من أهل النار، فقال: ويلك هَلُمِّي، فتصدقي به عليّ وعلى وَلَدِي فإنا له موضع، فقالت: لا والله حتى أذهب به إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذهبت تستأذن على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: هذه زينب، تستأذن يا رسول الله، فقال: "أَيُّ الزيانب هي؟ " فقالوا: امرأة عبد الله بن مسعود، فقال: ائذنوا لها، فدخلت على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، إني سمعت منك مقالةً، فرجعت إلى ابن مسعود، فحدثته، وأخذت حليًّا أتقرب به إلى الله وإليك، رجاء أن لا يجعلني الله من أهل النار، فقال لي ابن مسعود: تصدقي به عليّ وعلى وَلَدي، فإنا له موضع، فقلت: حتى أستأذن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "تصدقي به عليه وعلي بنيه، فإنهم له موضع"، ثم قالت: يا رسول الله، أرأيتَ ما سمعتُ منك حين وقفتَ علينا: "ما رأيتُ من نواقص عقول قط ولا دين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكنّ"؟ قالت: يا رسول الله، فما نقصان ديننا وعقولنا؟ فقال: "أما ما ذكرتُ من نقصان دينكنّ، فالحيضة التي تصيبكنّ تمكث إحداكن ما شاء الله أن تمكث لا تصلي ولا تصوم، فذلك من نقصان دينكنّ، وأما ما


(١) ووقع في بعض نسخ "المسند" بلفظ: "عن أبي سعيد"، والصواب الأول، فتنبّه.
(٢) كتب بعض من حقّق "المسند" على هذا، فقال: هذا لفظ منكر، فإنه لا يجوز التقرّب إلى غير الله عز وجل بشيء من القربات والطاعات. انتهى.
قال الجامع: هذا تعليق منكر، فإن هذا ثبت بهذا الحديث، وغيره، وليس معنى التقرب إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلا امتثال أمره، وهذا نظير الطاعة، فتنبّه، ولا تكن أسير التقليد، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.