للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(التنبيه الثاني): قال الإمام الذهبيّ في "التاريخ" في ترجمة سعيد المقبريّ: ثقة لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين، وما أظنّه رَوَى شيئًا في الاختلاط، ولذلك احتجّ به مطلقًا أرباب الصحاح. انتهى.

وقال في "سير أعلام النبلاء" (٥/ ٢١٧): قلت: ما أحسبه رَوَى شيئًا في مدّة اختلاطه، وكذلك لا يوجد له شيء منكر. انتهى.

وقال في "ميزان الاعتدال" (٢/ ١٤٠): ما أحسب أن أحدًا أخذ عنه في الاختلاط، فإن ابن عيينة أتاه فرأى لُعابه يسيل، فلم يَحمِل عنه. انتهى.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذه فائدة جليلة، لم أظفَر بها إلا عن هذا الإمام الذي له اليد الطولى في سبر أحوال الرجال، وفَحْص مروياتهم، فتمسّك به ينفعك في مواطن كثيرة، والله تعالى أعلم.

(التنبيه الثالث): "الْمَقْبُريّ" - بضم الباء، وفتحها - وجهان مشهوران فيه، وهي نسبة إلى الْمَقْبُرة، وفيها ثلاث لغات: ضم الباء، وفتحها، وكسرها، والثالثة غريبة، قال إبراهيم الحربيّ وغيره: كان أبو سعيد يَنْزِل المقابر، فقيل له: المقبريّ، وقيل: كان مَنْزِله عند المقابر، وقيل: إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جعله على حَفْر القبور، فقيل له: المقبريّ، وجَعَلَ نُعيمًا على إجمار المسجد، فقيل له: نعيم الْمُجْمِر، واسم أبي سعيد كَيْسان الليثيّ المدنيّ، والله تعالى أعلم (١).

٧ - (أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - تقدّم في "المقدمة" ٢/ ٤.

قوله: (بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) يعني أن معنى حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مثل معنى حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -، وإن اختلف لفظهما.

[تنبيه]: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا قد ساقه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في "مسنده" (٢/ ٤٣٧٣)، فقال:

(٨٨٦٢) حدثنا سليمان (٢)، أنبأنا إسماعيل، أخبرني عمرو - يعني ابن


(١) "شرح النوويّ" ٢/ ٦٩.
(٢) هو ابن داود العتكيّ، أبو الربيع الزهرانيّ البصريّ، نزيل بغداد الثقة، وإسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير.