للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القسطلانيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: ظاهر الحديث أن رؤياهم كانت قبل دخول السبع الأواخر؛ لقوله: "فليتحرّها في السبع الأواخر" ثم يَحْتَمل أنهم رأوا ليلة القدر، وعَظَمتها، وأنوارها، ونزول الملائكة فيها، وأن ذلك كان في ليلة من السبع الأواخر، ويَحْتَمِل أن قائلاً قال لهم: هي في كذا، وعيّن لهم من السبع الأواخر، ونُسيت، أو قال: إن ليلة القدر في السبع، فهي ثلاث احتمالات. انتهى (١).

وقوله: (فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ) جمع آخرة بكسر الخاء، قال في "الفتح": والظاهر أن المراد به أواخر الشهر، وقيل: المراد به السبع التي أولها ليلة الثاني والعشرين، وآخرها ليلة الثامن والعشرين، فعلى الأول لا تدخل ليلة إحدى وعشرين، ولا ثلاث وعشرين، وعلى الثاني تدخل الثانية فقط، ولا تدخل ليلة التاسع والعشرين.

قال: وقد رواه البخاريّ في "التعبير" من طريق الزهريّ، عن سالم، عن أبيه: إن ناسأ أُرُوا ليلة القدر في السبع الأواخر، وإن ناساً أُروا أنها في العشر الأواخر، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوها في السبع الأواخر"، وكأنه - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى المتفق عليه من الروايتين، فأَمَر به.

وقد رواه أحمد عن ابن عيينة، عن الزهريّ بلفظ: رَأَى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، أو كذا وكذا، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوها في العشر البواقي في الوتر منها".

ورواه أحمد من حديث عليّ - رضي الله عنه - مرفوعاً: "إن غُلِبتم فلا تُغْلَبوا في السبع البواقي".

ولمسلم عن جَبَلة بن سُحَيم، عن ابن عمر، بلفظ: "من كان يلتمسها فيلتمسها في العشر الأواخر".

وله أيضًا من طريق عقبة بن حريث، عن ابن عمر: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضَعُف أحدكم، أو عجز فلا يُغْلَبَنّ على السبع البواقي"، وهذا السياق يُرَجِّح الاحتمال الأول من تفسير السبع. انتهى (٢).


(١) "مرعاة المفاتيح" ٧/ ١٢٣.
(٢) "الفتح" ٥/ ٤٥٣ - ٤٥٤.