للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١ - (ومنها): ما قاله في "الفتح": وفي هذه الأحاديث ردٌّ لقول أبي الحسن الحوليّ المغربيّ: إنه اعتبر ليلة القدر، فلم تفته طول عمره، وإنها تكون دائماً ليلة الأحد، فإن كان أول الشهر ليلة الأحد كانت ليلة تسع وعشرين، وهُلُمّ جَرًّا، ولزم من ذلك أن تكون في ليلتين من العشر الوسط؛ لضرورة أن أوتار العشر خمسة، وعارضه بعض من تأخر عنه، فقال: إنها تكون دائماً ليلة الجمعة، وذكر نحو قول أبي الحسن، وكلاهما لا أصل له، بل هو مخالف لإجماع الصحابة - رضي الله عنهم - في عهد عمر - رضي الله عنه -، وهذا كاف في الردّ، وبالله التوفيق. انتهى (١).

١٢ - (ومنها): أنه ورد لليلة القدر علامات، أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي:

منها ما يأتي في "صحيح مسلم" عن أبي بن كعب - رضي الله عنه -: "إن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها"، وفي رواية لأحمد من حديثه: "مثل الطست"، ونحوه لأحمد من طريق أبي عون، عن ابن مسعود، وزاد: "صافية"، ومن حديث ابن عباس نحوه، ولابن خزيمة من حديثه مرفوعاً: "ليلة القدر طَلْقَةٌ، لا حارّة، ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء، ضعيفةً"، ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - مرفوعاً: "إنها صافية، بَلْجَةٌ (٢)، كأن فيها قمراً ساطعاً، ساكنة، صاحية، لا حرّ فيها، ولا برد، ولا يَحِلّ لكوكب يُرمَى به فيها".

ومن أماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية، ليس لها شعاع، مثل القمر ليلة البدر، ولا يَحِلّ للشيطان أن يخرج معها يومئذ.

ولابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أيضًا: "إن الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان، إلا صبيحة ليلة القدر".

وله من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه - مرفوعاً: "ليلة القدر ليلةُ مطر، وريح"، ولابن خزيمة من حديث جابر - رضي الله عنه - مرفوعاً في ليلة القدر: "وهي ليلة طَلْقة بَلْجَةٌ، لا حارّةٌ، ولا باردةٌ، تتضح كواكبها، ولا يخرج شيطانها، حتى يضيء فجرها".


(١) "الفتح" ٥/ ٤٧٠.
(٢) أي: مشرقة.