للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حبيب وغيره من المالكية، ونقله عن الجمهور، وحكاه صاحب "العدّة" من الشافعية، ورجّحه، وهو مُعْتَرض بحديث أبي ذرّ - رضي الله عنه - عند النسائيّ، حيث قال فيه: قلت: يا رسول الله أتكون مع الأنبياء، فإذا ماتوا رُفعت؟ قال: "لا بل هي باقية"، وعُمدتهم قول مالك في "الموطأ": بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقاصر أعمار أمته عن أعمار الأمم الماضية، فأعطاه الله ليلة القدر، وهذا يَحْتَمِل التأويل، فلا يدفع التصريح في حديث أبي ذرّ.

[الرابع]: أنها ممكنة في جميع السنة، وهو قول مشهور عن الحنفية، حكاه قاضيخان، وأبو بكر الرازيّ منهم، ورُوي مثله عن ابن مسعود، وابن عباس، وعكرمة، وغيرهم، وزَيَّف المهلَّب هذا القول، وقال: لعل صاحبه بناه على دوران الزمان؛ لنقصان الأهلة، وهو فاسد؛ لأن ذلك لم يعتبر في صيام رمضان، فلا يعتبر في غيره، حتى تنقل ليلة القدر عن رمضان. انتهى.

ومأخذ ابن مسعود، كما ثبت في "صحيح مسلم" عن أُبيّ بن كعب، أنه أراد أن لا يتكل الناس.

[الخامس]: أنها مختصة برمضان، ممكنة في جميع لياليه، وهو قول ابن عمر.

رواه ابن أبي شيبة، بإسناد صحيح عنه، ورُوي مرفوعاً عنه، أخرجه أبو داود، وفي "شرح الهداية": الجزم به، عن أبي حنيفة، وقال به ابن المنذر، والمحامليّ، وبعض الشافعية، ورجحه السبكيّ في "شرح المنهاج"، وحكاه ابن الحاجب رواية، وقال السروجيّ في "شرح الهداية": قول أبي حنيفة أنها تنتقل في جميع رمضان، وقال صاحباه: إنها في ليلة معينة منه مبهمة، وكذا قال النسفيّ في "المنظومة":

وَلَيْلَةُ الْقَدْرِ بِكُلِّ الشَّهْرِ … دَائِرَةٌ وَعَيَّنَاهَا فَادْرِ. اهـ.

وهذا القول حكاه ابن العربيّ عن قوم، وهو [السادس].

[السابع]: أنها أول ليلة من رمضان، حُكِي عن أبي رَزِين الْعُقَيليّ الصحابيّ - رضي الله عنه -، ورَوى ابن أبي عاصم من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: "ليلة القدر أول ليلة من رمضان"، قال ابن أبي عاصم: لا نعلم أحداً قال ذلك غيره.

[الثامن]: أنها ليلة النصف من رمضان، حكاه سراج الدين ابن الْمُلَقِّن في "شرح العمدة"، قال الحافظ: والذي رأيت في "المفهم" للقرطبيّ حكاية