للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والانكشاف، والاسم البيان، وجمعها يُستَعْمَل لازمًا ومتعهدّيًا، إلَّا الثلاثيّ، فلا يكون إلَّا لازمًا. انتهى (١).

وقوله: (فَلَمَّا انْقَضَيْنَ) وفي نسخة: "قال: فلما انقضين" بزيادة لفظة "قال"، أي انتهت أيام العشر الأوسط.

وقوله: (أَمَرَ بِالْبِنَاءِ) أي: بخبائه التي نُصبت له لأن يعتكف فيها.

وقوله: (فَقُوِّضَ) بقاف مضمومة، وواو مكسورة مشدّدة، مبنيًّا للمفعول، ومعناه: أُزيل، يقال: قاض البناءُ، وانقاض: أي: انهدم، وقوّضته أنا، قاله النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - (٢).

وقوله: (فَجَاءَ رَجُلَانِ) قال العلامة سراح الدين ابن الملقّن - رَحِمَهُ اللهُ -: هما كعب بن مالك، وعبد الله بن أبي حَدْرَد - رضي الله عنهما -، وعزاه لابن دِحية في "العلم المشهور"، قاله صاحب "التنبيه" (٣).

وقوله: (يَحْتَقَّانِ) بتشديد القاف: أي يطلب كلّ واحد منهما حقّه، وَيدَّعي أنه الْمُحقّ.

قال الجامح عفا الله عنه: قصّة كعب بن مالك، وصاحبه ذكرها البخاريّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "صحيحه"، فقال:

(٤٧) - أخبرنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، حدّثني أنس بن مالك، قال: أخبرني عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: "إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرُفِعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع، والتسع، والخمس".

قال في "الفتح": قوله: "فتلاحى" بفتح الحاء المهملة مشتقّ من التلاحي بكسرها، وهو التنازع، والمخاصمة، والرجلان أفاد ابن دحية أنهما عبد الله بن أبي حدرد - بحاء مفتوحة، ودال ساكنة مهملتين، ثم راء مفتوحة، ودال مهملة أيضًا - وكعب بن مالك.


(١) "المصباح المنير" ١/ ٧٠.
(٢) "شرح النوويّ" ٨/ ٦٣.
(٣) "تنبيه المعلم" (ص ٤٦٨).