للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخرج له البخاريّ، والمصنّف، وأبو داود، والنسائيّ، والترمذيّ في "الشمائل"، وابن ماجه، وليس له عندهم إلا هذا الحديث فقط.

والباقون تقدّموا في الباب الماضي.

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من خُماسيّات المصنّف - رحمه الله -.

٢ - (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، إلا شيخه، وقد دخلها.

٣ - (ومنها): أن فيه روايةَ تابعيّ عن تابعيّ، وهو من رواية الأقران؛ لأنهما من الطبقة الثالثة.

٤ - (ومنها): أن ابن عمر - رضي الله عنهما - أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة.

شرح الحديث:

(عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ) قال في "الفتح" هو مدنيّ مولى بني تيم، وليس بينه وبين ابن جريج الفقيه المكيّ مولى بني أمية نَسَبٌ، فإن الفقيه هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وقد يُظَنّ أن هذا عمه، وليس كذلك، وهذا الإسناد كله مدنيون، وفيه رواية الأقران؛ لأن عبيدًا وسعيدًا تابعيان من طبقة واحدة. انتهى (١).

(أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ) كنية عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - (رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا) أي: أربع خصال (لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا) يعني أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمراد بعضهم، والظاهر من السياق انفراد ابن عمر بما ذُكِر دون غيره، ممن رآهم عبيد بن جُريج، وقال المازريّ: يَحْتَمِل أن يكون مراده: لا يصنعهن غيرك مجتمعةً، وإن كان يصنع بعضها.

(قَالَ) ابن عمر - رضي الله عنهما - (مَا هُنَّ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟) "ما" استفهاميّة؛ أي: أيُّ شيء هذه الخصال؟ (قَالَ) عبيد (رَأَيْتُكَ لَا تَمَسُّ) من مَسَسِت أَمَسُّ بكسر الماضي، وفتح المستقبل مَسًا ومسيسًا، وهو الذي اختاره ثعلب في مَسِست أمسّ بكسر الماضي في "الفصيح"، وفي "الصحاح"، و"أفعال ابن القطاع" عن


(١) "الفتح" ١/ ٤٦٢.