للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبي عبيدة، والمطَرِّزيّ في "شرحه" عن ابن الأعرابيّ، وابن فارس في "مُجْمَله"، وابن السِّكِّيت في "كتاب الإصلاح" مَسِسْتُ بالكسر، ومَسَست بالفتح، وبالكسر أفصح، وحكاه أيضًا ابن سِيدَهْ، وزعم ابن درستويه في كتاب "تصحيح الفصيح" أن مَسَسْتُ بالفتح خطأ، مما تلحن فيه العامة، ذكره في "العمدة" (١).

(مِنَ الْأَرْكَانِ) أي: أركان الكعبة الأربعة، وظاهره أن غير ابن عمر من الصحابة الذين رآهم عبيد كانوا يستلمون الأركان كلها، وقد صَحّ ذلك عن معاوية وابن الزبير - رضي الله عنهم -.

(إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ) تثنية يَمَانٍ، بتخفيف الياء، هذا هو الأفصح الذي اختاره ثعلب، ولم يذكر ابن فارس غيره، وذكر الْمُطَرِّزيّ في كتابه "غرائب أسماء الشعر" عن ثعلب، عن سلمة، عن الفراء، عن الكسائيّ، قال: العرب تقول في النسبة إلى اليمن: رجل يَمَانٍ، وَيمَنِيّ، وَيَمَانِيّ، وفي "الجامع": النسبة إلى اليمن يَمَانٍ على غير قياس، والقياس يَمَنِيّ. وفي "الْمُحْكَم": يَمَانٍ على نادر المعدول، وألفه عوض عن الياء؛ لأنه يدلّ على ما تدل عليه الياء، وبنحوه ذكره في "المغرب"، وفي "الصحاح": قال سيبويه: وبعضهم يقول: يمانيّ بالتشديد، قال أمية بن خلف [من الوافر]:

يَمَانِيًّا بَظَلُّ يَشُدُّ كِيرًا … وَيَنْفُخُ دَائِمًا لَهَبَ الشُّوَاظِ (٢)

وسُميت باليمن؛ لأنها تلي يمين الكعبة، كما قيل للشام شام؛ لأنها عن شمال الكعبة (٣).

والمراد بهما الركن الأسود، والذي يسامته من مقابلة الصفا، وقيل للأسود: يمان تغليبًا (٤).

وقال النوويّ - رحمه الله - في "شرحه": قوله: "إلا اليمانيين" هما بتخفيف الياء، هذه اللغة الفصيحة المشهورة، وحَكَى سيبويه وغيره من الأئمة تشديدها في لغة قليلة، والصحيح التخفيف، قالوا: لأن نسبه إلى اليمن، فحقّه أن يقال:


(١) "عمدة القاري" ٣/ ٣٧.
(٢) راجع: "عمدة القاري" ٣/ ٣٧.
(٣) "لسان العرب" ١٣/ ٤٦٤.
(٤) "الفتح" ١/ ٤٦٣.