للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للوجوب، ولا للندب، ويؤيّد ذلك رواية الليث، عن نافع، بلفظ: "أَذِنَ"، أخرجه مسلم، والنسائيّ، عن قتيبة، عنه، لكن لم يسق مسلم لفظه، وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند أبي داود، وغيره: "خمس قتلهنّ حلال للمحرم". انتهى (١).

(الْحِدَأَةُ) مقصورًا، بوزن عِنَبة، واحدة الْحِدَإ بكسر أوله، وفتح ثانيه، بعدها همزة بغير مدّ، وحكى صاحب "المحكم" المدّ فيه ندورًا، والهاء فيه ليست للتأنيث، بل هي للوحدة، كالهاء في "التمرة"، وحكى الأزهريّ "حِدَوَة" بواو بدل الهمزة، ووقع في رواية هشام بن عروة، عن أبيه بلفظ "الْحُدَيَّا" بضمّ الحاء، وفتح الدال، وتشديد الياء بصيغة التصغير مقصورًا، وكذا في حديث ابن عمر من طريق زيد بن جبير.

وقد أنكر ثابت في "الدلائل" هذه الصيغة، وقال: الصواب الْحُديأة، أو الْحُديّة؛ أي: بهمزة، وزيادة هاء، أو بالتشديد بغير همزة، قال: والصواب أن الحديّاة ليست من هذا، وإنما هي من التحدّي، يقولون: فلان يتحدّى فلانًا؛ أي: ينازعه ويغالبه، وعن أبي حاتم: أهل الحجاز يقولون لهذا الطائر: الحديّا، ويجمعونه الحدادي، وكلاهما خطأ، وأما الأزهريّ فصوّبه، وقال: الحديّاة تصغير الحدى. انتهى (٢).

ومن خواصّ الحدأة أنها تقف في الطيران، ويقال: إنها لا تختطف إلا من جهة اليمين، قاله في "الفتح" (٣).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: الْحِدأة مهموزٌ، مثلُ عِنَبَة: طائر خبيث، والجمع بحذف الهاء، وحِدّانٌ أيضًا، مثلُ غِزْلانٍ. انتهى (٤).

[تنبيه]: يلتبس بالحدأة الْحَدَأة بفتح أوله، وهو فأس له رأسان.

(وَالْغُرَابُ) زاد في رواية سعيد بن المسيِّب، عن عائشة الآتية: "الأبقع"، وهو الذي في ظهره، أو بطنه بياض، وأَخذ بهذا القيد بعض أصحاب


(١) "الفتح" ٥/ ١٠٣ - ١٠٤.
(٢) "الفتح" ٧/ ٥٩٣ "كتاب بدء الخلق" رقم (٣٣١٤).
(٣) "الفتح" ٥/ ١٠٥.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ١٢٥.