للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجَذَعُ (١)، قاله في "القاموس" (٢).

وفي رواية حماد: "بينما رجل واقف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة إذ وقع من راحلته"، وفي رواية ابن جريج: "أقبل رجل حَرَامًا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فخرّ من بعيره".

[تنبيه]: قوله: "خرّ رجلٌ" قال الحافظ: لم أقف في شيء من طرق هذا الحديث على تسمية المحرم المذكور، وقد وهم بعض المتأخّرين، فزعم أن اسمه واقد بن عبد الله، وعزاه لابن قتيبة في ترجمة عمر، من كتاب المغازي، وسبب الوهم أن ابن قتيبة لما ذكر ترجمة عمر، ذكر أولاده، ومنهم عبد الله بن عمر، ثم ذكر أولاد عبد الله بن عمر، فذكر فيهم واقد بن عبد الله بن عمر، فقال: وقع عن بعيره، وهو محرم، فهلك، فظنّ هذا المتأخّر أن لواقد بن عبد الله بن عمر صحبة، وأنه صاحب القصّة التي وقعت في زمن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وليس كما ظنّ، فإن واقدًا المذكور لا صحبة له، فإن أمه صفيّة بنت أبي عُبيد، إنما تزوّجها أبوه في خلافة أبيه عمر، واختُلف في صحبتها، وذكره العجليّ، وغيره في التابعين، ووجدت في الصحابة واقد بن عبد الله آخر، لكن لم أر في شيء من الأخبار أنه وقع عن بعيره، فهلك، بل ذكر غير واحد، منهم ابن سعد أنه مات في خلافة عمر، فبطل تفسير المبهم بأنه واقد بن عبد الله من كلّ وجه. انتهى كلام الحافظ رحمه الله (٣).

(فَوُقِصَ) بالبناء للمفعول؛ أي: انكسرت عنقه، ووقصته، وأوقصته بمعناه، يقال: وَقَصَت الناقة براكبها وَقْصًا، من باب وَعَدَ: رَمَتْ به، فدَقّت عُنُقه، فالعُنُق موقوصة، قاله في "المصباح" (٤).

وقال في "القاموس": وَقَصَ عُنُقه، كوَعَد: كسرها، فَوَقَصَتْ لازم مُتعَدٍّ، ووُقِصَ كعُنِي، فهو موقوصٌ، ووَقَصَتْ به راحلته تَقِصُهُ. انتهى (٥).


= يستوي فيه الذكر والأنثى، قاله في "المصباح" ١/ ٤٨.
(١) هو من الإبل ما دخل في السنة الخامسة.
(٢) "القاموس المحيط" ١/ ٣٧٤ - ٣٧٥.
(٣) "الفتح" ٤/ ٥٣٢.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٦٦٨.
(٥) "القاموس المحيط" ٢/ ٣٢١.