وقد تقدّم هذا غير مرّة، وإنما أعدته؛ تذكيرًا؛ لطول العهد به، فتنبّه.
٤ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين من هشام، والباقيان كوفيّان.
٥ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، ورواية الابن عن أبيه، عن خالته.
٦ - (ومنها): أن فيه عائشة - رضي الله عنها - حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبنت حبيبه، ومن المكثرين السبعة، روت (٢٢١٠) والنه تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -) أنها (قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ) إنما دخل - صلى الله عليه وسلم - عليها عيادة لها، أو زيارةً وصلةً؛ لأنها بنت عمه، وفيه بيان تواضعه - صلى الله عليه وسلم -، وصلته، وتفقّده لأقاربه.
و"ضُباعة" - بضم الضاد المعجمة، بعدها جاء موحّدة، مخفّفة، وبعد الألف عين مهملة - بنت الزبير بن عبد المطّلب الهاشميّة، بنت عمّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، تزوّجها المقداد بن عمرو، فولدت له عبد الله، وكَرِيمة، فقتل عبد الله يوم الجمل مع عائشة - رضي الله عنها -، رَوَت ضُباعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن زوجها المقداد، وعنها ابنتها كريمة بنت المقداد، وابن عباس، وعائشة، وابن المسيب، وعروة، وغيرهم، قال ابن عبد البرّ: لضباعة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أحاديث: منها الاشتراط في الحجّ، قال الزبير بن بكّار: لم يكن للزبير بن عبد المطلب عَقِب إلا من بنتيه: ضُباعة، وأختها أم الحكم.
[تنبيه]: قال الحافظ وليّ الدين العراقيّ رحمه الله: وأما قوله في رواية ابن ماجه من حديث أسماء، أو سعدى:"دخل على ضباعة بنت عبد المطلب"، فهو وَهَمٌ، لا يتأوّل بما قاله والدي رحمه الله في "شرح الترمذيّ" من أنه نسبة إلى جدّها كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا ابن عبد المطلب"، لأنه عَقَّبَ ذلك بقوله: فقال: "ما