للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ) وفي رواية النسائيّ: "ثم نزل ماشيًا" (حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ) بتشديد الموحّدة (قَدَمَاهُ) أي: انحدرتا بسهولة، ومنه قولهم: "إذا مشى كأنه ينحطّ في صَبَب" أي: موضع منحدر، وهو مجازٌ من قولهم: "صببت الماء، فانصبّ"؛ أي: سكبته، فانسكب (فِي بَطْنِ الْوَادِي) أي: المسعى، وفي رواية النسائيّ: "في بطن المسيل"، يعني انحدرتا بسهولة حتى وصلتا إلى بطن الوادي، والمراد به المنخفض منه، وقوله: (سَعَى) جواب "إذا".

[تنبيه]: سقط من معظم النسخ لفظ "سعى"، ولا بدّ منه، قال النوويّ رحمهُ اللهُ: قوله: حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي حتى إذا صَعِدتا م. ى حتى أتى المروة": هكذا هو في النسخ، وكذا نقله القاضي عياض عن جميع النسخ، قال: وفيه إسقاط لفظةٍ لا بُدّ منها، وهي "حتى إذا انصبّت قدماه رَمَلَ في بطن الوادي"، ولا بد منها، وقد ثبتت هذه اللفظة في غير رواية مسلم، وكذا ذكرها الحميديّ في "الجمع بين الصحيحين"، وفي "الموطأ": "حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى خرج منه"، وهو بمعنى رَمَلَ. انتهى كلام القاضي عياض رحمهُ اللهُ (١).

قال النوويّ رحمهُ اللهُ: وقد وقع في بعض "نسخ صحيح مسلم": "حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى"، كما وقع في "الموطإ" وغيره، والله أعلم. انتهى (٢).

(حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا) بكسر العين المهملة؛ أي: ارتفعت قدماه عن بطن الوادي، وخرجتا منه إلى طرفه الأعلى، وقال الطيبيّ رحمهُ اللهُ: معناه: ارتفعتا عن بطن الوادي إلى المكان العالي؛ لأنه في مقابلة "انصبّت قدماه"؛ أي: دخلتا في الْحُدُور. انتهى (٣).

قال المجد رحمهُ اللهُ: صَعِدَ في السّلّم، كسَمِعَ صُعُودًا، وصَعَّدَ في الْجَبَل، وعليه تصعيدًا: رَقِيَ، ولم يُسمع: صَعِدَ فيه، وأصعد: أتى مكة، وفي الأرض: مَضَى، وفي الوادي: انحدر، كصَعّد تصعيدًا. انتهى (٤).


(١) "إكمال المعلم" ٤/ ٢٧٢ - ٢٧٣.
(٢) "شرح النوويّ" ٨/ ١٧٨.
(٣) "المرعاة" ٩/ ١٠.
(٤) "القاموس المحيط" ١/ ٣٠٧.