للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: كنا عند ابن عيينة، فحدّثنا بحديث: "ماءُ زمزم لما شُرِب له"، فقام رجل من المجلس، ثم عاد، فقال: يا أبا محمد، ليس الحديث الذي قد حدثتنا في زمزم صحيحًا، فقال: بلى، فقال الرجل: فإني شربت الآن دلوًا من زمزم على أن تحدثني بمائة حديث، فقال سفيان - رَحِمَهُ اللهُ -: اقعد، فقعد، فحدثه بمائة حديث (١).

(الثانية): روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها كانت تَحمل من ماء زمزم، وتخبر عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يحمله، أخرجه الترمذيّ، وقال: حديث حسنٌ غريب، والبيهقيّ، والحاكم، وصححه (٢)، قال الشوكانيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: فيه دليلٌ على استحباب حمل ماء زمزم إلى المواطن الخارجة عن مكة.

وعن أبي الطفيل، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: سمعته يقول: كنا نسميها شُباعة، يعني زمزم، وكنا نجدها نعم العون على العيال. رواه الطبراني في "الكبير"، قال الهيثميّ: ورجاله ثقات.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: "ابن السبيل أول شارب"، يعني من زمزم، رواه الطبراني في "الصغير"، قال الهيثميّ: ورجاله ثقات.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - استهدى سهيل بن عمرو من ماء زمزم، رواه الطبرني في "الكبير"، و"الأوسط"، قال الهيثميّ: وفيه عبد الله بن المؤمل المخزوميّ وثقه ابن سعد، وابن حبان، وقال: يخطئ، وضعّفه جماعة (٣).

(الثالثة): قال ابن عباس - رضي الله عنهما - الرجل: من أين جئت؟ قال: شربت من زمزم، قال: شربت كما ينبغي؟ قلت: كيف أشرب؟ قال: إذا شربت فاستقبل القبلة، ثم اذكر اسم الله، ثم تنفس ثلاثًا، وتضلّع منها، فإذا فرغت فاحمد الله، فإن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم"، أخرجه ابن ماجه، والبيهقيّ (٤)، وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر مجهول.


(١) راجع: "الدر المنثور" ٤/ ١٥١.
(٢) وصححه الشيخ الألبانيّ - رَحِمَهُ اللهُ -. انظر: "صحيح الترمذيّ" ٣/ ٢٩٥.
(٣) "مجمع الزوائد" ٣/ ٢٨٦.
(٤) "سنن ابن ماجه" (٣٠٦١)، و"سنن البيهقي الكبرى" ٥/ ١٤٧.