للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَطَعْنَا إِلَيْهِ كُلَّ بَرٍّ وَمَهْمَهٍ … وَلَا شَاغِلٌ إِلَّا وَعَنَّا قَطَعْنَاهُ

كَذَا عَزَمَاتُ السَّائِرِينَ لِطَيْبَةٍ … رَعَى اللهُ عَزْمًا لِلْحَبِيبِ عَزَمْنَاهُ

وَكَمْ جَبَلٍ جُزْنَا وَرَمْلٍ وَحَاجِرٍ (١) … وَللَّهِ كَمْ وَادٍ وَشِعْبٍ عَبَرْنَاهُ

تُرَنِّحُنَا (٢) الأَشْواقُ نَحْوَ مُحَمَّدٍ … فَنَسْرِي وَلَا نَدْرِي بِمَا قَدْ سَرَيْنَاهُ

وَلَمَّا بَدَا جِزْعُ الْعَقِيقِ رَأَيْتُنَا … نَشَاوَى سُكَارَى فَارَحِينَ بِرُؤيَاهُ

شَمَمْنَا نَسِيمًا جَاءَ مِنْ نَحْوِ طَيْبَةٍ … فَأَهْلًا وَسَهْلًا يَا نَسِيمًا شَمَمْنَاهُ

فَقَدْ مُلِئَتْ مِنَّا الْقُلُوبُ مَسَرَّةً … وَأَيُّ سُرُورٍ مِثْلَ مَا قَدْ سُرِرْنَاهُ

فَوَا عَجَبَاهُ كَيْفَ قَرَّتْ عُيُوُننَا … وَقَدْ أَيْقَنَتْ أَنَّ الْحَبِيبَ أَتَيْنَاهُ

وَلُقْيَاهُ مِنَّا بَعْدَ بُعْدٍ تَقَارَبَتْ … فَوَاللهِ لَا لُقْيَا تُعَادِلُ لُقْيَاهُ

وَصَلْنَا إِلَيْهِ وَاتَّصَلْنَا بِقُرْبِهِ … فَلِلَّهِ مَا أَحْلَى وُصُولًا وَصَلْنَاهُ

وَقَفْنَا وَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وإِنَّهُ … لَيَسْمَعُنَا مِنْ غَيْرِ شَكٍّ فَدَيْنَاهُ

وَرَدَّ عَلَيْنَا بِالسَّلَامِ سَلَامَنَا … وَقَدْ زَادَنَا فَوْقَ الَّذِي قَدْ بَدَانَاهُ

كَذَا كَانَ خُلْقُ الْمُصْطفَى وَصِفَاتُهُ … بِذَلِكَ فِي الْكُتْبِ الصِّحَاحِ عَرَفْنَاهُ

وَثَمَّ دَعْوَنَا لِلأَحِبَّةِ كُلِّهِمْ … فَكَمْ مِنْ حَبِيب بِالدُّعَا قَدْ خَصَصْنَاهُ

وَمِلْنَا لِتَسْلِيمِ الإِمَامَيْنِ عِنْدَهُ … فَإِنَّهُمَا حَقًّا هُنَاكَ ضَجِيعَاهُ

وَكَمْ قَدْ مَشَيْنَا فِي مَكَانٍ بِهِ مَشَى … وَكَمْ مَدْخَل لِلْهَاشِمِيِّ دَخَلْنَاهُ

وَآثَارُهُ فِيهَا الْعُيُونُ تَمَتَّعَتْ … وَقُمْنَا وَصَليْنَا بِحَيْثُ مُصَلَّاهُ

وَكَمْ قَدْ نَشَرْنَا شَوْقَنَا لِحَبِيبِنَا … وَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ فِي الْقُلُوبِ شَفَينَاهُ

وَمَسْجِدُهُ فِيهِ سَجَدْنَا لِرَبِّنَا … فَلِلَّهِ مَا أَعْلَى سُجُودًا سَجَدْنَاهُ

بِرَوْضَتِهِ قُمْنَا فَهَاتِيكَ جَنَّةٌ … فَيَا فَوْزَ مَنْ فِيهَا يُصَلِّي وَبُشْرَاهُ

وَمِنْبَرُهُ الْمَيْمُونُ مِنْهُ بَقِيَّةٌ … وَقَفْنَا عَلَيْهَا وَالْفُؤَادَ كَرَرْنَاهُ

كَذَلِكَ مِثْلَ الْجِذْعِ حَنَّتْ قُلُوُبنَا … إِلَيْهِ كَمَا وَدَّ الْحَبِيبَ وَدِدْنَاهُ

وَزُرْنَا قُباً حُبًّا لأحْمَدَ إِذْ مَشَى … عَسَى قَدَمًا يَخْطُو مَقَامًا تَخَطَّاهُ

لِنُبْعَثَ يَوْمَ الْبَعْثِ تَحْتَ لِوَائِهِ … إِذَا اللهُ مِنْ تِلْكَ الأَمَاكِنِ نَادَاهُ


(١) حاجر بالراء: الأرض المرتفعة، ووسطها منخفض.
(٢) من الترنيح: أي تميل بنا من أجل الطرب والسرور.