للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَزُرْنَا مَزَارَاتِ الْبَقِيعِ فَلَيْتَنَا … هُنَاكَ دُفِنَّا وَالْمَمَاتَ رُزِقْنَاهُ

وَحَمْزَةَ زُرْنَاهُ وَمَنْ كَانَ حَوْلَهُ … شَهِيدًا وَاحْدًا بِالْعُيُونِ شَهِدْنَاهُ

وَلَمَّا بَلَغْنَا مِنْ زِيَارَةِ أَحْمَدٍ … مُنَانَا حَمِدْنَا رَبَّنَا وَشَكَرْنَاهُ

وَمِنْ بَعْدِ هَذَا صَاحَ بِالْبَيْنِ صَائِحٌ … وَقَالَ ارْحَلُوا يَا لَيْتَنَا مَا أَطَعْنَاهُ

سَمِعْنَا لَهُ صَوْتًا بِتَشْتِيتِ شَمْلِنَا … فَيَا مَا أَمَرَّ الصَّوْتَ حِينَ سَمِعْنَاهُ

وَقُمْنَا نَؤُمَّ الْمُصْطَفَى لِوَدَاعِهِ … وَلَا دَمْعَ إِلَّا لِلْوَدَاعِ صَبَبْنَاهُ

وَلَا صَبْرَ كَيْفَ الصَّبْرُ عِنْدَ فِرَاقِهِ … وَهَيْهَاتَ إِنَّ الصَّبْرَ عَنْهُ صَرَفْنَاهُ

أَيَصْبِرُ ذُو عَقْلٍ لِفُرْقَةِ أَحْمَدٍ … فَلَا وَالَّذِي مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ أَدْنَاهُ

فَوَا حَسْرَتَاهُ مِنْ وَدَاعِ مُحَمَّدٍ … وَأَوَّاهُ مِنْ يَوْمٍ التَّفَرُّقِ أَوَّاهُ

سَأَبْكِي عَلَيْهِ قَدْرَ جُهْدِي بِنَاظِرٍ … مِنَ الشَّوْقِ مَا تَرْقَى مِنَ الدَّمْعِ غَرْبَاهُ

فَيَا وَقْتَ تَوْدِيعِي لَهُ مَا أَمَرَّهُ … وَوَقْتَ اللِّقَا وَاللهِ مَا كَانَ أَحْلَاهُ

عَسَى اللهُ يُدْنِينِي لأَحْمَدَ ثَانِيًا … فَيَا حَبَّذَا قُرْبُ الْحَبِيبِ وَمُدْنَاهُ

فَيَا رَبِّ فَارْزُقْنِي لِمَغْنَاهُ عَوْدَةً … تُضَاعِفْ لَنَا فَيهِ الثَّوَابَ وَتَرْضَاهُ

رَحَلْنَا وَخَلَّفْنَا لَدَيْهِ قُلُوبَنَا … فَكَمْ جَسَدٍ مِنْ غَيْرِ قَلْبٍ قَلَبْنَاهُ

وَلَمَّا تَرَكْنَا رَبْعَهُ مِنْ وَرَائِنَا … فَلَا نَاظِرٌ إِلَّا إِلَيْهِ رَدَدْنَاهُ

لِنَغْنَمَ مِنْهُ نَظْرَةً بَعْدَ نَظْرَةٍ … فَلَمَّا أَغَبْنَاهُ السُّرُورَ أَغَبْنَاهُ

فَلَا عَيْشَ يَهْنِي مَعْ فِرَاقِ مُحَمَّدٍ … أَاَفْقِدُ مَحْبُوبِي وَعَيْشِي أُهَنَّاهُ

دَعُونِي أَمُتْ شَوْقًا إِلَيْهِ وَحُرْقَةً … وَخُطُّوا عَلَى قَبْرِي بِأنِّيَ أَهْوَاهُ

فَيَا صَاحِبِي هَذِي الَّتِي بِيَ قَدْ جَرَتْ … وَهَذَا الَّذِي فِي حَجِّنَا قَدْ عَمِلْنَاهُ

فَإِنْ كُنْتَ مُشْتَاقًا فَبَادِرْ إِلَى الْحِمَى … لِتَنْظُرَ آثَارَ الْحَبِيب وَمَمْشَاهُ

وَتَحْظَى بِبَيْتِ اللهِ مِنْ قَبْلِ مَنْعِهِ … كَأَنَّا بِهِ عَمَّا قَلِيلٍ مُنِعْنَاهُ

أَلَيْسَ تَرَى الأَشْرَاطَ كَيْفَ تَتَابَعَتْ … فَبَادِرْهُ وَاغْنَمْهُ كَمَا قَدْ غَنِمْنَاهُ

إِلَى عَرَفَاتٍ عَاجِلِ الْعُمْرَ وَاسْتَبِقْ … فَثَمَّ إِلَاهُ الْخَلْقِ يُسْبِغُ نُعْمَاهُ

وَعَيِّدْ مَعَ الْحُجَّاجِ يَا صَاحِ فِي مِنًى … فَعِيدُ مِنًى أَعْلَاهُ عِيدًا وَأَسْنَاهُ

وَضَحِّ بِهَا وَاحْلِقْ وَسِرْ مُتَوَجِّهًا … إِلَى الْبَيْتَ وَاصْنَعْ مِثْلَ مَا قَدْ صَنَعْنَاهُ

وَكُنْ صَابِرًا إِنَّا لَقِينَا مَشَقَّةً … فَإِنْ تَلْقَهَا فَاصْبِرْ كَصَبْرٍ صَبَرْنَاهُ

لَقَدْ بَعُدَتْ تِلْكَ الْمَعَالِمُ وَالرُّبَا … فَكَمْ مِنْ رَوَاحٍ مَعْ غُدُوٍّ غَدَيْنَاهُ