للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَبَادِرْ إِلَيْهَا لَا تَكُنْ مُتَوَانِيًا … لَعَلَّكَ تَحْظَى بِالَّذِي قَدْ حَظِينَاهُ

وَحُجَّ بِمَالٍ مِنْ حَلَالٍ عَرَفْتَهُ … وَإِيَّاكَ وَالْمَالَ الْحَرَامَ وَإِيَّاهُ

فَمَنْ كَانَ بِالْمَالِ الْمُحَرَّمِ حَجُّهُ … فَعَنْ حَجِّهِ وَاللهِ مَا كَانَ أَغْنَاهُ

إِذَا هُوَ لَبَّى اللهَ كَانَ جَوَابُهُ … مِنَ اللهِ لَا لَبَّيْكَ حَجٌّ رَدَدْنَاهُ

كَذَلِكَ جَانَا فِي الْحَدِيثِ مُسَطَّرًا … فَفِي الْحَجِّ أَجْرٌ وَافِرٌ قَدْ سَمِعْنَاهُ

وَمِنْ بَعْدِ حَجِّ سِرْ لِمَسْجِدِ أَحْمَدٍ … وَلَا تَخْطُهُ تَنْدَمْ إِذَا تَتَخَطَّاهُ

فَوَا أَسَفَ السَّارِي إِذَا ذَكَرَ الْحِمَى … إِذَا رَبْعَ خَيْرِ الْمُرْسَلِينَ تَخَطَّاهُ

وَوَا لَهَفَ الآتِي بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ … إِذَا لَمْ يُكَمِّلْ بِالزِّيَارَةِ مَمْشَاهُ

يُعَزَّى عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْ مَزَارِه … فَقَدْ فَاتَهُ أَجْرٌ كَثِيرٌ بِأُخْرَاهُ

نَظَرْنَاهُ حَقًّا حِينَ بَانَتْ رِكَابُنَا … عَلَى طَيْبَةٍ حَقًّا وَصِدْقًا نَظَرْنَاهُ

وَزَادَتْ بِنَا الأَشْوَاقُ عِنْدَ دُنُوِّنَا … إِلَيْهَا فَمَا أَحْلَى دُنُوًّا دَنَيْنَاهُ (١)

وَلَمَّا بَدَتْ أَعْلَامُهَا وَطُلُولُهَا … تَحَدَّرَتِ الرُّكْبَانُ عَمَّا رَكِبْنَاهُ

وَسِرْنَا مُشَاةً رِفْعَةً لِمُحَمَّدٍ … حَثَثْنَا الْخُطَا حَتَّى الْمُصَلَّى دَخَلْنَاهُ

لِنَغْنَمَ تَضْعِيفَ الثَّوَابِ بِمَسْجِدٍ .... صَلَاةُ الْفَتَى فِيهِ بِأَلْفٍ يُوَفَّاهُ

كَذَلِكَ فَاغْنَمْ فِي زِيارَةِ طَيْبَةٍ … كَمَا قَدْ فَعَلْنَا وَاغْتَنِمْ مَا غَنِمْنَاهُ

فَإِذْ مَا رَأَيْتَ الْقَبْرَ قَبْرَ مُحَمَّدٍ … فَلَا تَدْنُ مِنْهُ ذَاكَ أَوْلَى لِعُلْيَاهُ

وَقِفْ بِوَقَارٍ عِنْدَهُ وَسَكِينَةً … وَمَثِّلْ رَسُولَ اللهِ حَيًّا بِمَثْوَاهُ

وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَالْوَزِيرَيْنِ عِنْدَهُ … وَزُرْهُ كَمَا زُرْنَا لِتَحْصِدَ عُقْبَاهُ

وَبَلِّغْهُ عَنَّا لَا عَدِمْتَ سَلَامَنَا … فَأَنْتَ رَسُولٌ لِلرَّسُولِ بَعَثْنَاهُ (٢)

وَمَنْ كَانَ مِنَّا مُبْلِغًا لِسَلَامِنَا … فَإِنَّا بِإِبْلَاغِ السَّلَامِ سَبَقْنَاهُ

فَيَا نَعْمَةً لِلَّهِ لَسْنَا بِشُكْرِهَا … نَقُومُ وَلَوْ مَاءَ الْبُحُورِ مَدَدْنَاهُ

فَنَحْمَدُ رَبَّ الْعَرْشِ إِذْ كَانَ حَجُّنَا … بِزَوْرَةِ مَنْ كَانَ الْخِتَامَ خَتَمْنَاهُ

عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ مَا دَامَتِ السَمَا … سَلَامٌ كَمَا يَبْغِي الإِلَاهُ وَيَرْضَاهُ


(١) دنينا بالياء لغة في دنونا بالواو.
(٢) بعث السلام إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعد موته ليس عليه دليلٌ، وليس أيضًا من هدي السلف، فتفطّن.