وغيرهما من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها-: "أن الهدي كان مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر، وعمر، وذوي يسار"، وفي رواية للبخاريّ من طريق أفلح، عن القاسم، بلفظ:"ورجال من أصحابه ذوي قوّة"، ولمسلم من حديث أسماء بنت أبي بكر أن الزبير كان ممن كان معه الهدي.
[قلت]: يُجْمَع بينها بأن كلًّا منهم ذكر من اطلع عليه، ممن كان معه الهدي، ذكر نحو هذا الحافظ في "الفتح"(١).
والحاصل أن الذين كان معهم الهدي جماعة، كهؤلاء المذكورين، لكنهم بالنسبة لمن لم يكن معه قلّة، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف رَحِمَهُ اللهُ.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢٧/ ٣٠٠٨ و ٣٠٠٩](١٢٣٩)، و (أبو داود) في "المناسك"(١٨٠٤)، و (النسائيّ) في "المناسك"(٥/ ١٨١) و"الكبرى"(٢/ ٣٦٨)، و (أحمد) في "مسنده"(١/ ٢٤٠)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٢/ ٣٣٦)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٣/ ٣٤١)، و (البيهقيّ) في "المعرفة"(٣/ ٥٥٣)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رَحِمَهُ اللهُ المذكور أولَ الكتاب قال: