للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للأكثر، ولأبي ذرّ: "قال: أربعًا"؛ أي: اعتمر أربعًا، قال ابن مالك: الأكثر في جواب الاستفهام مطابقة اللفظ والمعنى، وقد يُكْتَفى بالمعنى، فمن الأول قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَاى} [طه: ١٨] في جواب {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى (١٧)} [طه: ١٧]، ومن الثاني قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أربعين" في جواب قولهم: "كم يلبث؟ "، فأضمر يَلْبَث، ونصب به "أربعين"، ولو قصد تكميل المطابقة، لقال" أربعون؛ لأن الاسم المستفهم به في موضع الرفع، فظهر بهذا أن النصب والرفع جائزان في مثل قوله: "أربع"، إلَّا أن النصب أقيس، وأكثر نظائر. انتهى (١).

وقوله: (إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ) قال في "الفتح": كذا وقع في رواية منصور، عن مجاهد، وخالفه أبو إسحاق، فرواه عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: "اعتمر النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرتين، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: اعتمر أربع عمر"، أخرجه أحمد، وأبو داود، فاختلفا، جَعَل منصور الاختلاف في شهر العمرة، وأبو إسحاق الاختلاف في عدد الاعتمار، ويمكن تعدد السؤال، بأن يكون ابن عمر سئل أَوَّلًا عن العدد، فأجاب، فردّت عليه عائشة، فرجع إليها، فسئل مرّة ثانية، فأجاب بموافقتها، ثم سئل عن الشهر، فأجاب بما في ظنه، وقد أخرج أحمد، من طريق الأعمش، عن مجاهد، قال: "سأل عروة بنُ الزبير ابنَ عمر: في أيّ شهر اعتمر النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: في رجب". انتهى (٢).

وقوله: (وَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ)؛ أي: حِسّ مرور السواك على أسنانها، وفي رواية عطاء، عن عروة الماضية: "وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستنّ".

وقوله: (يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ) وفي رواية عطاء الماضية: "يا أمتاه وفي رواية البخاريّ: "يا أماه"، قال في "الفتح": كذا للأكثر، بسكون الهاء، ولأبي ذرّ: "يا أمه" بسكون الهاء أيضًا بغير ألف. انتهى.

وقوله: (أَرْبَعَ عُمَرٍ) وفي رواية البخاريّ: "أربع عمرات"، قال في "الفتح": يجوز في ميمها الحركات الثلاثة. انتهى.

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "يجوز في ميمها … إلخ" أشار به إلى القاعدة الصرفيّة التي ذكرها ابن مالك في "الخلاصة" بقوله:


(١) "الفتح" ٥/ ١١.
(٢) "الفتح" ٥/ ١١.